قاع 5 أغسطس هل حسم الهبوط ؟
منذ مطلع الشهر الجاري تعرضت الأسواق العالمية لهزات عنيفة، بعد كسر المؤشرات الأمريكية لاتجاهها الصاعد، وبداية تحول مساراتها لاتجاه هابط من خلال تكوينها لقمم وقيعان هابطة، فإن الارتدادات التي تحدث حاليا بعد تكوينها لقاع الاثنين الخامس من أغسطس الذي كان يوما داميا بالنسبة إلى السوق الأمريكية وبقية الأسواق العالمية، تم خلالها محو تريليونات الدولارات من القيمة السوقية للأسواق، كما تم تعرّض عدد من مليارديرات العالم لانخفاض حاد في صافي ثرواتهم إثر ذلك النزول من خلال هبوط حاد في أسعار شركاتهم خلال يومين فقط، ويعد قاع الاثنين الخامس من أغسطس الجاري الذي شهدت الأسواق بعده ارتدادات قوية حتى الآن مجرد قاعا مؤقتا.
فلا تزال العودة إليه مجدداً بل وربما كسره أيضاً فكرة مطروحة من الناحية الفنية من جهة، كذلك لا تزال الأسباب التي دفعت الأسواق للهبوط مستمرة من جهة أخرى، يشير لذلك تراجع الفوليوم -أحجام التداول- لا تزال منخفضة وبشكل واضح منذ يوم الاثنين -الأسود كما يقال-، ما يعني أن سمات الاتجاه الهابط لا تزال مسيطرة، وفي حال استمرار تراجع الكميات مع استمرار الارتدادات المتتالية فهذا يعكس حالة عدم اليقين التي تمر بها الأسواق وتراجع شهية المخاطرة رغم وصول كثير من الشركات لأسعار ربما تكون مغرية لبعضهم، حيث تسيطر مشاعر خوف الركود على المستثمرين.
كما تراجعت أسعار الذهب ومؤشر الدولار والنفط معاً فطوفان التراجع شمل جميع الأسواق، في حين استطاعت أسعار الذهب من التعافي مجددا مقتربة من قمتها التاريخية بفارق بسيط عند 2483 دولارا، حيث يعد الذهب أحد الملاذات الآمنة التي يقصدها المستثمرون عند تراجع الأسواق والدولار، بينما تعافت كذلك أسعار خام برنت متجاوزة مستويات الـ80 دولارا للبرميل وفي حال استطاعت تجاوز 83 دولارا التي تعد منطقة مقاومة حاليا فقد تستمر الأسعار بالارتفاع إلى مستويات أعلى من 85 دولارا للبرميل.
كما دعمت بعض الأخبار من صعود النفط كإعلان الولايات المتحدة نيتها لشراء أكثر من 6 ملايين برميل لتعزيز مخزونها الإستراتيجي، بينما لا يزال مؤشر الدولار يتلقى عديدا من الأخبار السلبية التي تضغط عليه بشكل متتالي، حيث تزيد توقعات الأسواق من خفض الفيدرالي الأمريكي لأكثر من ربع نقطة مئوية في اجتماعه سبتمبر المقبل بل وربما تخفيضات عدة قبل نهاية العام.
وعوداً على بدء فالسوق الأمريكية كسرت اتجاها صاعدا ومتوسطها للخمسين يوما ودخلت باتجاه هابط وهو ما ينطبق كذلك على السوق السعودية تداول، والسؤال متى سيتوقف الهبوط؟
للإجابة عن ذلك فلا بد من اختراق الترند الهابط الذي بدأ قبل نحو أسبوعين، وتحقيق قمة أعلى من آخر قمة هابطة مع تجاوز متوسط 50 يوما، كما يشترط عودة ارتفاع الفوليوم مع تحسن السوق لتأكيد نهاية الهبوط والدخول بمسار صاعد جديد.
وبشكل عام فإن الأسواق لا تزال تنظر إلى البيانات التي ستصدر من الولايات المتحدة حول البطالة ومؤشر أسعار المستهلكين وغيرها، ما قد يعزز التفاؤل والارتداد الحالي أو يعيد الكرة إلى الملعب خشية الركود بالتالي العودة إلى قاع الارتداد الذي حدث في الأسبوع الماضي. لذلك لا بد خلال هذه الفترة من متابعة الأخبار الصادرة عن الولايات المتحدة كونها أكبر اقتصاد في العالم وتداعيات النمو أو الركود فيها لها تأثير في بقية الاقتصاد العالمي.