تقلبات السوق الأخيرة .. مجرد انحراف أم نذير بما هو آت؟
يبدو أن حالة الذعر التي أصابت وول ستريت في الخامس من أغسطس أصبحت ذكرى قديمة. فقد ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.7 % هذا الأسبوع، في طريقه إلى تحقيق أفضل أسبوع له هذا العام، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب 5.1 % وتقدم مؤشر داو جونز الصناعي 2.7 %.
يبدو أن المستثمرين توصلوا إلى أن الاقتصاد قد يكون في الواقع آخذا في التباطؤ، وأن الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ إجراءات لمعالجة ذلك من خلال خفض أسعار الفائدة في 18 سبتمبر.
ومن المتوقع أن يحصل المتداولون على مزيد من الأدلة حول نوايا البنك المركزي عندما يلقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي خطابا في افتتاح ندوة السياسة الاقتصادية السنوية للبنك. لكن مع كون خفض أسعار الفائدة في سبتمبر شبه مؤكد، فقد تحول المزاج في السوق على الفور، وفقا لـ"بارونز".
اجتاح وول ستريت شعور متزايد بالرضا وعاد مؤشر التقلبات، فيكس، إلى مستويات أكثر طبيعية بتراجعه إلى منتصف العشرينات بعد تجاوزه 65 خلال ذروة الذعر. في الواقع، سجل المؤشر أكبر هبوط له على الإطلاق، على مدى ثمانية أيام في الفترة من الخامس إلى الخامس عشر من أغسطس.
قد يكون شعور الرضا هذا منطقيا حتى لو كان المستثمرون متفائلين للغاية بشأن ما قد يأتي بعد ذلك. فلم يتغير شيء جوهريا حقا في الخامس من أغسطس ليثير شك المستثمرين في استعداد الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة عاجلا وليس آجلا، أو في قدرة الشركات على مواصلة تحقيق نمو قوي في الأرباح.
خفض أسعار الفائدة من شأنه أن يبشر باستمرار التوسع في الارتفاع، مع تحقيق الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم والشركات الأكبر حجما الأرباح.
يقول كريس شيبلي، الرئيس التنفيذي المشارك للاستثمار في "فورت واشنتن إنفستمنت أدفايزر"، إن هناك "أماكن أكثر منطقية للعثور على أسهم للشراء" داخل قطاعات القيمة والشركات الصغيرة. "هناك فرصة للتغيير في القيادة، خاصة إذا تساءل الناس عن العائد من الذكاء الاصطناعي".
مع ذلك، لا ينبغي للمستثمرين أن ينشغلوا بتاريخ بدء خفض أسعار الفائدة حتى لو سيطر محضر اجتماع أغسطس وخطاب باول على العناوين الرئيسة.
يقول نيلسون يو، رئيس الأسهم في "ألاينس بيرنشتاين": "خوض لعبة الانتظار بشأن توقيت الاحتياطي الفيدرالي هو شيء للمتداولين قصيري الأجل. أما على المدى الأبعد، فهذا أقل أهمية. فأنت تريد البحث عن نمو أرباح الشركات"، مضيفا أن الأرباح من المتوقع أن ترتفع 10 % هذا العام و15 % في 2025، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الشركات الرائعة الأخرى في مؤشر S&P 500 خارج قطاع التكنولوجيا.
وعلى هذا المنوال، ينبغي للمستثمرين أن يراقبوا تقارير الأرباح من شركات مثل إيستي لودر، ولوي، وتارجت. أعلنت وولمارت للتو أرباحا أفضل من المتوقع وإرشادات متفائلة. ارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة 1% مقارنة بيونيو، وهو ما يزيد كثيرا على توقعات خبراء الاقتصاد.
يحتاج المتفائلون بسوق الأسهم إلى مزيد من التأكيد أن الإنفاق الاستهلاكي سيصمد ليثبت أن عمليات البيع الضخمة التي شهدتها السوق في الخامس من أغسطس كانت مجرد انحراف عن المسار وليس نذيرا بما هو آت.