ضجيج هائل حول "إنفيديا".. مستقبل الذكاء الاصطناعي أم فقاعة ؟

ضجيج هائل حول "إنفيديا".. مستقبل الذكاء الاصطناعي أم فقاعة ؟
منذ بداية عام 2023 ارتفع سهم إنفيديا 700%. "جيتي"

شهدت إنفيديا أداء مذهلا منذ بداية عام 2023، حيث ارتفع السهم بنحو 700% بدعم من النمو المذهل في الإيرادات والأرباح. هذا الأداء مرتبط مباشرة بالطلب على الذكاء الاصطناعي.

لكن عندما يحاوط ضجيج هائل إحدى التكنولوجيات، فقد تتحول الشركات المرتبطة بها إلى فقاعة استثمارية. وعندما تنفجر هذه الفقاعة، قد يستغرق الأمر سنوات (أو عقودا) للتعافي.

ربما تكون أفضل مقارنة لطفرة الذكاء الاصطناعي اليوم هي طفرة الإنترنت في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية. كانت شركات مثل سيسكو وأوراكل تتصدر سوق الأسهم بأجهزة الشبكات. لكن هذه الفقاعة انفجرت، واستغرقت أوراكل ما يقارب عقدين لتسجيل ارتفاع جديد، في حين لا تزال سيسكو أقل من أعلى مستوياتها على الإطلاق، بحسب "موتلي فول".

أحد الاختلافات الرئيسة بين ما حدث في مطلع الألفية وما يحدث الآن مع الذكاء الاصطناعي هو سرعة التطور. لم يرتفع الإنترنت بين عشية وضحاها، وكان الطلب أقل من المتوقع.

أما بالنسبة إلى إنفيديا، التي تبني وحدات معالجة الرسوميات، فإن الطلب يتجاوز التوقعات. تبيع إنفيديا وحدات معالجة الرسوميات بمليارات الدولارات كل ربع عام، وهو رقم ارتفع بشكل مطرد على مدى الأرباع القليلة الماضية.

علاوة على ذلك، من المرجح أن تكون إنفيديا في حالة جيدة من منظور الطلب، إذ تشتري شركات التكنولوجيا الكبرى معظم وحدات معالجة الرسوميات هذه وتخبر المستثمرين بأن 2025 سيكون عاما آخر فيه إنفاق رأسمالي مكثف لبناء قوة حوسبية لازمة لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي رائدة.

حتى مع وجود الطلب، لا يزال من الممكن اعتبار السهم مبالغا في قيمته وأنه عالق في فقاعة إذا لم تتمكن الشركة من تحقيق نمو كاف.

لكن هل هذا ما يحدث؟ في الوقت الحالي، تم تداول إنفيديا أخيرا بـ 68 ضعف الأرباح في الـ12 شهرا السابقة تقريبا، وهو أمر مكلف للغاية. لكن استخدام هذا المقياس خاطئ في هذه الحالة نظرا لأن أعمالها تتطور بسرعة.

بدلا من ذلك، يمكن النظر في نسبة الأرباح المستقبلية، التي تستخدم توقعات المحللين للشهور الـ 12 القادمة. إنها ليست مثالية، لكنها تقدم صورة أفضل لأن السوق تتطلع إلى المستقبل. من هذا المنظور، تتداول إنفيديا عند نحو 43 ضعف الأرباح المستقبلية.

لا يزال ذلك ليس رخيصا لكنه ليس سيئا. باستخدام هذين المقياسين، يمكن للمستثمرين حساب توقعات المحللين لنمو الأرباح بنسبة 59% على مدار العام المقبل. قد ينظر المستثمرون إلى نتائج الربع الأول ويرون نموا يبلغ 629% في الأرباح لكل سهم ويستنتجون أن الأمور ستسير على ما يرام، لكن هذا تفكير خاطئ.

بدءا من الربع الثاني، ستواجه إنفيديا مقارنات على أساس سنوي أكثر صعوبة وقد لا تُظهر أرقام النمو المذهلة التي شهدها المستثمرون على مدار العام الماضي. كما أن هوامش ربحها عند مستويات غير مسبوقة.

هذه مستويات أعلى بكثير من نطاقاتها التاريخية، ما يشير إلى أن إنفيديا يمكنها فرض علاوة على منتجاتها لأنها الرائدة في الصناعة. مع بدء شركات التكنولوجيا الكبرى في تصميم أجهزتها الخاصة التي يمكن أن تتجاوز أداء وحدات معالجة الرسوميات الخاصة بإنفيديا، فقد تنخفض هذه الهوامش. وقد بدأ هذا بالفعل، حيث استخدمت أبل أخيرا وحدات معالجة التنسور من ألفابيت لتدريب نموذجها "أبل إنتلجنس".

لكن هل يشكل هذا فقاعة؟ لا نعتقد ذلك. لا تزال إنفيديا تقدم منتجات رائعة ونموا قويا، لذا فهي ليست فقاعة. مع ذلك، يمكن أن تواجه تحديات أكثر صعوبة على مدار العام المقبل، لكنها قد تتغلب عليها وتواصل مسيرتها التاريخية، أو قد تتعرض لضربة قوية.

الأكثر قراءة