ما علاقة الذكاء الاصطناعي في انهيار أسواق الأسهم الأمريكية ؟
في الاثنين الخامس من أغسطس 2024، حدث انخفاض حاد في سوق الأسهم حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي أسوأ يوم له منذ نحو عامين الأمر الذي أشعل المخاوف حول وضع الاقتصاد الأمريكي وتسبب في موجة بيع متسارعة في الأسواق العالمية.
وتبعا لذلك انخفض مؤشر داو جونز 2.6 % وخسر مؤشر ناسداك 3.43 %، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 3 %، كما سجل مؤشر داو جونز وستاندرد آند بورز 500 أكبر خسائر يومية لهما منذ سبتمبر 2022، كما سجلت سوق الأسهم اليابانية أسوأ انخفاض لها منذ الاثنين الأسود في وول ستريت عام 1987، ما أسهم في مخاوف من اضطرابات في الأسواق العالمية.
لقد كان القلق والمخاوف من ركود الاقتصاد الأمريكي السبب الرئيس وراء انهيار الأسواق العالمية بعد تقرير الوظائف المخيب للآمال الذي صدر مسبقًا، ويشعر المستثمرون بالقلق من تأخر بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة لدعم التباطؤ الاقتصادي حيث اختار بدلا من ذلك الإبقاء على أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها.
خسرت الشركات السبع الرائعةMagnificent Seven ، وهي ميتا ومايكروسوفت وأمازون وأبل وألفابت وتيسلا وإنفيديا، التي تشكل نحو ثلث القيمة السوقية لمؤشر S&P 500، مجتمعة 653 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد، وهذه الشركات السبع هي عمالقة التقنية في الذكاء الاصطناعي وتأثيراته التجارية. وعكست خسارة السوق بأن وعود الذكاء الاصطناعي لهذه الشركات جاءت مخالفة للتوقعات وضد أحلام المستثمرين.
وجاء هبوط الأسهم الحاد في أعقاب أرباح ربع سنوية متواضعة بشكل عام من ميتا ومايكروسوفت وأمازون وأبل وألفابت، بينما أعلنت شركات ميتا ومايكروسوفت وأمازون وأبل وألفابت وتيسلا وإنفيديا زيادة الإنفاق الرأسمالي على مشاريع الذكاء الاصطناعي في الربع الأخير مع توقع نمو الإنفاق بشكل أكبر في النصف الثاني من العام الحالي، وصولا إلى المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي. لقد أدى تفاؤل المستثمرين بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي إلى دفع أسهم التقنيات إلى مستويات عالية وتوفير بيئة استثمارية، لكن الأرباح القوية ضرورية للحفاظ على هذه التقييمات.
ومع صدور تقارير أرباح الربع الثاني، سعى المستثمرون إلى الحصول على إشارات لتحويل الضجة الكبيرة وحجم الاستثمارات الرأسمالية في الذكاء الاصطناعي إلى مكاسب مالية واقعية. لكن النتائج التي حققتها شركات السبع الرائعة كانت مخيبة للآمال حيث فشلت في تلبية التوقعات العالية التي وضعها المستثمرون، وقد أدت خيبة الأمل بين الأداء المتوقع والفعلي إلى حدوث موجات مكثفة من عمليات البيع. ولقد أبرز موسم الأرباح الأخير حجم التحديات التي تواجهها هذه الشركات في تحويل التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى عوائد مالية فورية، ما يؤدي إلى إعادة تقييم الأسهم والتصحيح الفوري للسوق.
إن توقعات المستثمرين من الذكاء الاصطناعي قد لا تكون هي السبب الرئيس في خسارة السوق، لكن توجد عوامل أخرى منها مثلاً ما حدث في السوق اليابانية وتقرير الوظائف والخوف من ركود اقتصادي. ولقد أسهم الذكاء الاصطناعي في تشكيل فقاعة كان لها دور في رفع أسعار الأسهم سريعًا في فترة زمنية قصيرة، وهذا يشير غالبًا إلى المضاربة المفرطة والسباق بين المستثمرين.
ولعل هذا النوع من النمو السريع يؤدي إلى ظهور فقاعات غير مستدامة، حيث يتم دفع الأسعار إلى مستويات تتجاوز قيمتها الجوهرية بكثير، لكن هذه الفقاعات تنقشع في النهاية، ما يفضي إلى تصحيحات كبيرة في السوق. وبالرغم من الانهيار الذي حدث في سوق الأسهم في أغسطس الماضي، فلن تتأثر تقنية الذكاء الاصطناعي في نموها وتطورها بل إن هالة الذكاء الاصطناعي بلا شك ستستعيد وهجها وزخمها في سوق الأسهم مجددا.