الإفراط في استثمار التكنولوجيا عقبة تنهي الصعود القوي لسوق رأس المال الجريء
لقد وصلنا إلى نهاية أقوى سوق صعودية لرأس المال الجريء. لكن حتى مع توخي المستثمرين الحذر، فتح الابتكار التكنولوجي نافذة من الفرص الهائلة، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي.
جمعت شركات الذكاء الاصطناعي 5.6 مليار دولار في الربع الأول من 2024، وهو ما يمثل 17% من استثمار رأس المال الجريء، وفقا لتحليل أجرته "فورتشن" لبيانات شركة كرنش بيس.
في المقابل، لم يمثل الذكاء الاصطناعي، في المتوسط، سوى 10% في الفترة بين 2013 و2022. ترسي هذه التكنولوجيا القواعد لفرص الاستثمار المستقبلية. ستحقق الشركات القادرة على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول نجاحا مستداما وربما تكسر دورات الازدهار والكساد التي اتسمت بها معظم الابتكارات.
في الثمانينيات مكّن التبني الواسع لأجهزة الكمبيوتر الشخصية، المدعومة بتطوير الرقاقة الدقيقة، المستهلكين والشركات من تنظيم المعلومات بشكل أفضل. وفي الفترة من 1980 إلى 1983 أدت إمكانية تحقيق عوائد ضخمة في سوق تكنولوجيا البرمجيات المتنامية إلى وصول التمويل الاستثماري إلى 739 مليون دولار، ما أدى إلى انتشار شركات الكمبيوتر الناشئة.
لكن في أكتوبر 1987 تسبب انهيار سوق الأسهم في يوم "الاثنين الأسود" في انكماش طفرة الكمبيوتر، وجعل من الصعب على شركات التكنولوجيا جمع الأموال.
ومع تعافي الاقتصاد من أزمة الكمبيوتر ومحركات الأقراص، تطور الإنترنت ليصبح وسيلة للتجارة والتفاعل الاجتماعي. وأحدثت أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالشبكة ثورة في طريقة عمل الشركات وكسر الإنترنت الحواجز وسمح للشركات من جميع الأحجام بالوصول إلى المستهلكين مباشرة.
بلغ الاستثمار في الشركات المدعومة من رأس المال الجريء ذروته في عام 2000، وكان الاستثمار في البرمجيات يتصدرها بـ 24 مليار دولار. وهذا مهد الطريق لشركات التكنولوجيا الكبرى لتصبح حجر الزاوية للاقتصاد الحالي. ومع انتشار الهواتف الذكية، تبنت كل صناعة تقريبا هذه التكنولوجيات الرقمية، ما فتح الباب لظهور الاقتصاد التشاركي.
وظهرت شركات ناجحة كثيرة سمحت للناس بمشاركة أي شيء تقريبا. وتزامن انتشار التطبيقات والخدمات التشاركية مع الأزمة المالية في 2008، ما دفع الناس إلى البحث عن طرق بديلة لتوليد الدخل وتوفير المال.
في الوقت نفسه، أدت أسعار الفائدة المنخفضة، إلى جانب التقدم في قوة الحوسبة والتكنولوجيا القائمة على السحابة، إلى تكوين أكثر من 5 آلاف شركة مدعومة برأس المال الجريء بحلول 2021. وارتفعت أعداد الشركات الناشئة "وحيدة القرن" - التي تزيد قيمتها عن مليار دولار - وتميز هذا العصر بالمنافسة المفرطة.
دفعت تقلبات السوق بعد كوفيد إلى تصحيح مسار الصناعة. وأدت تحولات كبيرة في أولويات المستثمرين إلى إيقاف التدفق الحر لرأس المال الخاص.
وفي الربع الأول من 2024 انخفض حجم الصفقات إلى أدنى مستوياته منذ 2012، بعدما فحص المستثمرون القيمة المقترحة - كانت شركات الذكاء الاصطناعي استثناء لهذه القاعدة.
على الرغم من الحماس، هناك مخاوف بشأن استدامة الزيادة الحالية في تمويل الذكاء الاصطناعي. الإفراط في الاستثمار في هذه التكنولوجيا من الممكن أن يؤدي إلى انهيار آخر للسوق، إذا لم تكن المنتجات متطورة كما كان متوقعا.
ومع ذلك، تشير الأنماط التاريخية إلى انتعاش محتمل ونجاح في نهاية المطاف، مثل التطورات التكنولوجية لكل من صناعتي الكمبيوتر والإنترنت.
لا تزال التحديات قائمة أمام رواد الأعمال والمستثمرين في أعقاب السوق الصعودية في السنوات الأخيرة، لكن التاريخ يُظهر أن كل دورة توفر أساسا جديدا لتعافي رأس المال الجريء بشكل أسرع والعودة أقوى مع الاستفادة من الفرص الجديدة.