ما الذي يحدث في أكبر منتجي النفط في إفريقيا؟
أسبوع من الخلافات التي عصفت بالمنتج الذي يحتل المرتبة الأولى في قائمة منتجي النفط في إفريقيا متجاوزاً كبار منتجيها مثل نيجيريا وأنغولا والجزائر. فقد احتدمت الخلافات في ليبيا بين حكومة شرق ليبيا في بنغازي وحكومة طرابلس بعد قرار الأخيرة إعفاء محافظ البنك المركزي الليبي من مهامه أثر تفاقم الخلاف على طريقة توزيع عائدات النفط التي يديرها البنك المركزي وتشكل 95 % من عائدات الدولة الحالية.
الإنتاج الليبي بمعدله الحالي أصبح مؤثراً في الأسواق النفطية وما يحدث في ليبيا يُسمع صداه في زوايا أسواق النفط ويحرك الأسعار، لقد وصل إنتاج ليبيا إلى 1.15 مليون برميل يومياً من النفط الشهر الماضي ولامس حدود 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2023 وكانت على المسار لتصل بإنتاجها إلى مستوى 1.4 مليون برميل يومياً بنهاية هذا العام، ليس ذلك فحسب فالبراميل التي تصدرها ليبيا إلى الأسواق ليس من السهل تعويضها فالنفط الذي تنتجه هو من النفط الخفيف الحلو الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت وترغبه المصافي ولا سيما الأوروبية التي يذهب 85 % من الصادرات الليبية إلى مصافيها.
أن تخسر الأسواق جزءا من الإنتاج الليبي يعني أن الأسواق ستتأثر كما حدث عندما خسرت الأسبوع الماضي إنتاج أكبر حقول ليبيا حقل شرارة، ولكن أن تخسر كامل أو أغلب إنتاجها فهذا يعني صدمة للأسواق قد تصعد بأسعار النفط إلى مستويات مرتفعة وهو السيناريو الذي يبدو أنه قد حدث فعلاً فقد أعلن برلمان شرق ليبيا تفعيل بند القوة القاهرة على المنشآت النفطية الليبية التي تخضع لسيطرتها وهذا يشمل جل الإنتاج الليبي الذي يتموقع في حوض سرت مع 4 محطات رئيسة للإنتاج وذلك رداً على قرار حكومة طرابلس إنهاء مهام محافظ البنك المركزي.
هذا يعني أن الأسواق ستخسر أكثر من مليون برميل يومياً بينما المصافي الأوروبية ستفقد ما يصل إلى 850 ألف برميل يومياً من النفط الحلو الخفيف القادم إليها من ليبيا ما صعد بأسعار النفط فوق مستوى 80 دولارا في افتتاح الأسواق يوم أمس.
وعلى المدى المتوسط والطويل فمن المتوقع أن يستمر تأثير الإنتاج الليبي في الأسواق إذا تم تطوير الإنتاج والوصول به إلى المستهدفات التي تم تحديدها ومنها وصول إنتاجها إلى مستوى 1.4 مليون برميل نهاية هذا العام فهي الدولة التي تمتلك إمكانات هائلة من مكامن النفط حيث تعوم على 48 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية بما يشكل 4 % من احتياطيات العالم النفطية. بيد أن الخطر الأكبر الذي تواجهه الدولة هو انفراط عقد الاتفاق الذي تم ابرامه بين قطبي الصراع في ليبيا وتم توقيعه في 2020 الذي كان تنظيم وإدارة عوائد إنتاج النفط جزءا أساسي منه.