لعبة "بلاك ميث: ووكونج" دفعة لرفع الطلب والاقتصاد في الصين
تثير لعبة الفيديو الضخمة "بلاك ميث: ووكونج "موجة من الأنشطة الاقتصادية عبر قطاعات متعددة، ما ينشئ ما يسمى بـ"اقتصاد ووكونج" الذي يمتد من السياحة إلى ملحقات الحاسوب وسط ضعف الطلب المحلي.
أدى نجاح اللعبة المستندة إلى الشخصية الأسطورية" الملك القرد" من رواية القرن الـ16 الصينية "رحلة إلى الغرب"، إلى ازدهار السفر في أجزاء من الصين، وارتفاع في الطلب على أجهزة الألعاب الأفضل وزيادة في الإنفاق على المشروبات وخدمات الرفاهية، وفقا للسلطات المحلية والشركات.
حققت اللعبة ضجة كبيرة بين عشية وضحاها منذ إصدارها الأسبوع الماضي، حيث يعد الإنفاق الاستهلاكي المفتاح لإنعاش محرك ثاني أكبر اقتصاد في العالم وسط ضعف الطلب الخارجي وتراجع سوق العقارات، بحسب "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وبحلول ظهر يوم الإثنين، تجاوزت مبيعات اللعبة، التي طورتها شركة جيم ساينس الناشئة المدعومة من "تينست"، 15.4 مليون نسخة، مع عائدات تجاوزت 737 مليون دولار على منصة ألعاب الفيديو ستيم، وفقا لشركة أبحاث السوق "فيديو جيم إنسايتس".
قال الأستاذ شي لي من كلية الاقتصاد في جامعة فودان "إن لعبة (بلاك ميث) تمثل نقطة جذب للطلب على نطاق دولي".
أصدرت وزارة الثقافة والسياحة في مقاطعة شانشي، التي تظهر في اللعبة، مقطع فيديو الأسبوع الماضي يعرض المعالم السياحية في العالم الحقيقي، استجابة لزيادة السفر بسبب اللعبة.
كما أطلقت حملة تعهدت بإعداد طرق سفر تحمل طابع اللعبة ومنتجات ثقافية وفعاليات تتمحور حولها.
تعيد اللعبة تصوير كثير من روائع العمارة الصينية بدقة، ما زاد الاهتمام بالمواقع التاريخية في شانشي.
وفقا لبيانات من منصة التسوق الصينية ميتوان، في 20 أغسطس، ارتفعت شعبية المناطق السياحية في شانشي 156%، وكانت كهوف يونجانج من بين أفضل الوجهات من مواقع اللعبة.
مع تراجع الطلب الخارجي وانهيار سوق العقارات، كانت الصين تعلق آمالها على إنفاق المستهلكين لتعويض الركود.
زادت مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية، وهي مقياس لإنفاق الأسر، 2.7% فقط عن العام الماضي في يوليو، رغم أنها كانت أسرع من نمو يونيو الذي بلغ 2% وأفضل من توقعات الإجماع من "بلومبرغ".
وفي الأشهر السبعة الأولى من العام، ارتفعت مبيعات التجزئة 3.5% مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي.
ذكر يين تشن شينج، مدير متحفJade Emperor Temple Polychrome Sculpture في شانشي، أن الأنشطة الترويجية للعبة أدت إلى وصول أعداد الزوار إلى أرقام قياسية بلغت أكثر من 50 ألفا في ستة أشهر فقط.
قال يين "تعرّف نحو 40% من هؤلاء السياح على المكان من خلال اللعبة"، وفقا لشبكة ييكاي الإعلامية الصينية.
من جهته، قال جورج لي، مهندس أول ومساهم في شركة ألعاب في مدينة شنجن، "إن (بلاك ميث) أصبحت شائعة لأنها أول منتج ناجح يجمع بين الثقافة التقليدية الصينية ومحركات التكنولوجيا العالمية".
وأضاف أن "مبيعاتها المذهلة على منصات الألعاب العالمية حتما تبين تأثير ما يسمى (القوة الناعمة) للصين ودور الناتج الثقافي".
كما ارتفع أيضا الطلب على منصات الألعاب والملحقات الأخرى، حسبما قال لي شيانج، صاحب متجر في سوق للحواسيب والإلكترونيات في مدينة جوانجو الجنوبية.