قمة الذكاء الاصطناعي في الرياض .. 80 اتفاقية محلية وعالمية وتكامل بين الإنسان والآلة
شهدت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة في الرياض، التي جاءت تحت شعار «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية»، اكتشاف تقنيات جديدة وإطلاق مشاريع كبرى بين الشركات العالمية إضافة إلى توقيع 80 اتفاقية ومذكرة تفاهم محلية ودولية.
وخلال القمة التي اختتمت أعمالها اليوم، عقدت جلسات وورش عمل استعرض خلالها المتحدثون والمشاركون من 100 دولة في العالم موضوعات عديدة تناولت حوكمة الذكاء الاصطناعي المسؤول، والتحول الرقمي الصناعي في عصر جيل الذكاء الاصطناعي.
وناقشت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة سبل تعزيز التعاون الدولي في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي عبر موضوعات حيوية وتنموية في مقدمتها: الابتكار والصناعة في مجال الذكاء الاصطناعي، ورسم مستقبل أفضل للذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي على المستويين المحلي والعالمي، وتكامل العلاقة بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي التوليدي، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى المعالجات والبنى التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وتأثير الذكاء الاصطناعي في نمو المدن الذكية.
خلال القمة أطلقت مبادرة مليون سعودي للذكاء الاصطناعي "سماي"، بهدف تزويد مليون مواطن ومواطنة بالمهارات والمعارف في تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي.
وتهدف المبادرة التي تعد أكبر مبادرة وطنية في السعودية إلى تمكين مليون سعودي من التفاعل مع عالم يقوده الذكاء الاصطناعي، وضمان بناء مستقبل أفضل تُعزز فيه التقنية الإمكانات البشرية، حيث ستتيح المبادرة لمليون مواطن ومواطنة التعرف على الذكاء الاصطناعي واستخداماته وأخلاقياته والتدرب على المهارات والأدوات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال والحياة اليومية بشكل فعّال وآمن.
من بين الشراكات التي تمت في القمة ما أعلنته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بالتعاون مع شركة (IBM) العالمية عن استضافة منصة watsonx ونموذج "علاّم" ضمن السحابة الحكومية "ديم" المُدارة بالكامل بكفاءات وطنية بهدف تمكين الجهات الحكومية من الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع أعمالها وتلبية متطلبات التحول الرقمي الذي تشهده السعودية.
وتم تطوير نموذج "علّام" في مختبرات المركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع لسدايا بكوادر تقنية وطنية، مع الاستفادة من خبرات أكثر من 400 متخصص في مختلف المجالات، وبالتكامل مع أكثر من 160 جهة حكومية شاركت في بناء أكبر مجموعة بيانات عربية في العالم شملت أكثر من 500 مليار وحدة نصية عربية لتطوير وتدريب "علاّم".
خبراء القمة توقعوا خلال حديثهم في الجلسات الحوارية التي صاحبت القمة أن يسهم القطاع في إيجاد وظائف عالية المهارات، مع تطوير قطاعات كثيرة، ستعمل على تعزيز القدرة التنافسية العالمية للسعودية، وإدخال الابتكار في الصناعات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
كما شهدت القمة إعلان شركة أرامكو الرقمية بالتعاون مع شركة جروك - المتخصصة في مجال الاستدلال بالذكاء الاصطناعي -، عن شراكتهما في مشروع إنشاء أكبر مركز بيانات عالمي لاستقراء الذكاء الاصطناعي في السعودية، حيث ستُسهم هذه الشراكة الإستراتيجية في تعزيز مبادرات التحول الرقمي في السعودية.
وسيكون المركز عنصرا رئيسا في إستراتيجية أرامكو الرقمية، ما يعزز قدرتها على الاستفادة من التقنيات المتقدمة لتحقيق التميز التشغيلي والإسهام في تحقيق أهداف رؤية 2030.
في حين كشفت الشركة السعودية للإلكترونيات المتقدمة، إحدى شركات SAMI عن تقنيات جديدة تسهم في تعزيز الأمان والمراقبة.
وأول هذه التقنيات منظومة المراقبة الأمنية المتنقلة، التي تقدم حلًا متقدمًا لتلبية احتياجات المراقبة في المناطق الصعبة، وتتميز بقدرتها على العمل بكفاءة في المناطق المزدحمة والنائية ذات الوصول المحدود، حيث تتكون المنظومة من 3 عناصر أساسية: طائرة بدون طيار مزودة بأحدث الميزات لتأدية المهام بفاعلية، وكاميرا عالية الدقة مزودة ببرنامج لتحليل الفيديو لتعزيز كفاءة التكلفة التشغيلية، ونظام متكامل للقيادة والسيطرة من تطوير المواهب السعودية.
وفي سياق متصل كشفت الشركة عن طائرة e-Bariq، متعددة المراوح تعمل بالكهرباء وتتميز بهيكلها الخفيف المصنوع من ألياف الكربون، ما يمنحها قدرة على تحمل الظروف البيئية القاسية وتوفير أداء طويل المدى مقارنةً بغيرها من الطائرات ذات الحجم المماثل.
كما وُلِدت فكرة مشروع "وجوه GAIN" الذي يأخذك لاستكشاف العلاقة بين الإنسان والآلة، في القمة على مدار 3 أيام.
وفي ظل الجدل القائم ما بين علاقة المخ البشري بالذكاء الاصطناعي ومن يتحكم في الآخر يأتي تنفيذ مشروع حديث بالتعاون مع الهيئة العامة للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" وStudio Art Commerce، لتحويل البيانات المعقدة إلى تجارب فنية مبدعة.
صاحب القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، معرض مترامي الأطراف في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، استعرضت خلاله كبرى شركات التقنية والذكاء الاصطناعي في العالم، آخر تطورات هذه التقنيات المتقدمة والابتكارات التي انبثقت عنها على المستوى العالمي وانعكست أدوارها على حياة البشرية.
ووسط حضور دولي كبير أُبرمت اتفاقية ثلاثية بين حكومة السعودية و"اليونيسكو" ومركز ICAIRE باعتماد المركز ضمن الفئة الثانية (C2C) في الرياض تحت رعاية اليونيسكو، وهو واحد من المراكز التي تؤكد مكانة السعودية وتميز حضورها الدولي، كما شهد الحضور إطلاق "الإيسيسكو" و"سدايا" ميثاق الرياض للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي المتوافق مع القيم الإنسانية.
وأطلقت "سدايا" اليوم وثيقة المبادئ التوجيهية للتصدي لعمليات التزييف العميق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للإسهام في رفع الوعي وإيضاح الأسلوب الأمثل للاستفادة من هذه التقنيات الواعدة، والتعريف بطرق الاستخدام المسؤول.
ودشنت "سدايا" منصة "THAK.AI" التي تعد الأولى من نوعها في العالم لمشاركة البيانات والمحتوى في مجال الذكاء الاصطناعي؛ بهدف تكوين مجتمع عالمي من الخبراء والمهتمين لنشر نتائجهم العلمية وتعميم الفائدة للجميع في مختلف أنحاء العالم.
من جهتها، وقّعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا " وشركة "Oracle"، مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز وعي المواطنين ورفع مستوى مهارات المواهب الوطنية في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي لدعم سوق العمل من خلال سلسلة من المبادرات التعاونية، تشمل تقديم ورشات العمل والبرامج التدريبية الشاملة التي تقدم الشهادات الاحترافية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
وشهدت القمة عرضا مبتكرًا من شركة "uqudo"، التي تعمل على تقديم حلول متقدمة في الهوية الرقمية، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومجموعة واسعة من التطبيقات التي تعزز الشمول المالي، وتوفر عملية تأهيل سلسة وآمنة للمستخدمين، مع ضمان الامتثال للوائح KYC وAML.
وتوفر "uqudo" حلا شاملا لإدارة الهوية الرقمية، مع استخدام التقنيات المتقدمة مثل: تحليل المستندات، وقراءة جوازات السفر باستخدام NFC، والمصادقة البيومترية، وتم تصميم هذه التقنيات لتعزيز أمان المستخدمين وحماية المنظمات من الاحتيال، مع تحسين تجربة المستخدم وتبسيط العمليات.
كما وقع المركز الوطني لإدارة النفايات (موان) مذكرة تفاهم مع وزارة الاستثمار وشركة جي آي أكوا تك الألمانية وذلك بهدف معالجة التحديات في قطاع إدارة النفايات، وتطوير ودعم القطاع عن طريق حلول جديدة ومستدامة وذلك عبر تسخير أحدث تقنيات التكنولوجيا، حيث نتجَ عن المذكرة توفير فرصة استثمارية بقيمة 150 مليون يورو لتعزيز الاستثمارات الواعدة، وتوفير 2000 فرصة وظيفية لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.