لمعرفة الرئيس الأمريكي القادم .. راقب مؤشر "ستاندرد آند بورز"
في أعقاب المناظرة الرئاسية الأخيرة بين نائبة الرئيس، كامالا هاريس، والرئيس السابق، دونالد ترمب، أصبحت استطلاعات الرأي في مركز الاهتمام.
تتفوق هاريس الآن تفوقا بسيطا في عديد من استطلاعات الرأي الوطنية. في استطلاع لصحيفة نيويورك تايمز تسبق هاريس ترمب بنسبة 49% مقابل 47%، وتتقدم أيضا في استطلاع موقعFiveThirtyEight التابع لشبكة أيه بي سي بـ 47% مقابل 44.3% لترمب، بينما تتساوى فرصهما في استطلاع "بولي ماركت"، أكبر سوق مراهنات في العالم، بنسبة 49% كل منهما.
في حين ستتصدر استطلاعات الرأي الانتخابية هذه معظم العناوين الرئيسة، ربما من الأفضل للأمريكيين مراقبة سوق الأسهم إذا كانوا يريدون معرفة الفائز، بحسب موقع "فورتشن".
كانت دقة استطلاعات الرأي الانتخابية التاريخية متفاوتة في أفضل الأحوال. في دراسة أجريت في 2023 لمئات الاستطلاعات التي يعود تاريخها إلى 1998، وجد ناثانيال راكيتش، المحلل لدى FiveThirtyEight أن خبراء الاستطلاعات توقعوا الفائز بدقة في 78% فقط من السباقات الرئاسية. وفي 2022، كانوا دقيقين بنسبة 72%.
في المقابل، كان أداء "إس آند بي 500 " في الفترة بين أغسطس وأكتوبر مؤشرا دقيقا إلى الفائز في كل انتخابات رئاسية منذ 1984. في الأعوام التي يرتفع فيها مؤشر الأسهم الممتازة بين أغسطس وأكتوبر يفوز الحزب الحاكم، وعندما ينخفض فإنه يشير دائما إلى انتصار وشيك للمنافس.
قدم جون لينش، كبير مسؤولي الاستثمار لدى بنك كوميريكا، وماثيو أندرسون، المحلل الأول لدى البنك نفسه، تفسيرا بسيطا للارتباط بين أسعار الأسهم ونتائج الانتخابات في مذكرة للعملاء صدرت يوم الثلاثاء، جاء فيها: "يوضح أداء الأسهم المشاعر الاقتصادية الأوسع. عندما يشعر الناخبون بالرضا عن اتجاه الاقتصاد، فإنهم يميلون إلى دعم الوضع الراهن، وعندما يكون شعورهم عكس ذلك، يميلون أكثر إلى التصويت لصالح التغيير".
لاحظ لينش وأندرسون أن الأداء القوي لسوق الأسهم خلال العام السابق للانتخابات يرتبط ارتباطا وثيقا بنجاح الحزب الحاكم، لكنه ليس ضمانا دائما للنجاح. ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 14.1% و13.4% في 1976 و1980 على التوالي، لكن الحزب الحاكم خسر الانتخابات في هذين العامين اللذين شهدا معدلات تضخم عالية.
ومع إشارة لينش وأندرسون إلى المشاعر الاقتصادية الأوسع بوصفها ربما السبب الرئيس وراء ارتباط أسعار الأسهم المرتفعة بانتصارات الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية، هناك مؤشر آخر للتنبؤ بالانتخابات يستحق لفت الانتباه هو مؤشر البؤس.
يجمع مؤشر البؤس بين معدل البطالة المعدل موسميا ومعدل التضخم السنوي في مؤشر واحد لقياس الألم الاقتصادي الذي يشعر به الأمريكيون العاديون. يشير الرقم الأعلى إلى معاناة المستهلكين مع ارتفاع الأسعار وإيجاد الوظائف، ما يزيد "البؤس" الاقتصادي.
تنبأ متوسط مؤشر البؤس المتحرك -يغطي ثلاثة أشهر بين أغسطس وأكتوبر- بدقة بكل انتخابات رئاسية منذ 1980: يفوز الحزب الحاكم إذا انخفض المؤشر، ويخسر إذا ارتفع.
جاءت أحدث قراءة لمؤشر البؤس عند 6.73% في أغسطس. وهذا أقل من ذروة إدارة بايدن البالغة 12.66% في يوليو 2022، لكنه أعلى من 6.57% في يونيو.
كتب لينش وأندرسون "إذا انطبقت القاعدة على هذه الانتخابات، فسيكون لدى الديمقراطيين نحو 15 نقطة أساس تتيح نطاقا للمناورة قبل أكتوبر. لكن الارتفاع غير المتوقع في معدل البطالة في يوليو يشكل تهديدا محتملا لفرص نائبة الرئيس هاريس".