تخفيضات الفائدة قد تعزز الأسهم أو تثبطها .. ماذا يقول التاريخ؟

تخفيضات الفائدة قد تعزز الأسهم أو تثبطها .. ماذا يقول التاريخ؟

يبدو أن خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة يوم الأربعاء أمر مؤكد. مع ذلك لا تزال ردة فعل الأسهم إزاء تخفيف السياسة النقدية غير واضحة إلى حد كبير.

يعطينا التاريخ بعض الإشارات: بالنسبة إلى الأسواق، يعد السبب وراء خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة أهم بكثير من حقيقة أن تكاليف الاقتراض تتراجع.

يظهر رسم بياني أعدته فيكي تشانج، إستراتيجية الاقتصاد الكلي في مجموعة جولدمان ساكس، أن الاحتياطي الفيدرالي خفف السياسة النقدية 10 مرات منذ منتصف الثمانينيات.

اقترنت 4 من هذه الدورات بركود، و6 لم تكن كذلك. عندما نجح الفيدرالي في تجنب الركود، كانت الأسهم تميل إلى الارتفاع. وعندما فشل، كانت تميل إلى الانخفاض، وفقا لـ"ماركت ووتش".

من غير المرجح أن يحصل المستثمرون على كل المعلومات التي يحتاجون إليها بحلول الأربعاء. وستعتمد استجابة الأسهم على ما تظهره البيانات خلال الأشهر المقبلة.

شهدت دورات خفض أسعار الفائدة التي اتسمت بركود انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 10% خلال الأشهر الستة الأولى، حسب متوسط الحالات. وقد يسهم حجم خفض الفائدة يوم الأربعاء بشكل كبير في تشكيل تصورات المستثمرين حول الاقتصاد، الأمر الذي يمكن أن يحدد مسار الأسواق لبقية العام.

يتوق المستثمرون إلى إشارات في الوقت الحاضر، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن أحدث البيانات الاقتصادية الأمريكية كانت غامضة إلى حد ما.

ساعدت ثقة المستثمرين بالاقتصاد على دفع الأسهم إلى الارتفاع في 2024، لكن في الآونة الأخيرة، تزعزعت هذه الثقة. وفي بعض الأوقات، غمرت مخاوف من ارتفاع معدلات البطالة الأسهم، ما نتج عنه عمليات بيع مؤلمة في أغسطس وسبتمبر.

يعتقد بعض المستثمرين أن الفيدرالي تخلف بالفعل عن الدورة الاقتصادية، وكان عليه تخفيض الفائدة في يوليو. لذا يتوقع كثيرون في وول ستريت أن يثير خفض الفائدة 50 نقطة أساس ردة فعل سلبية في سوق الأسهم.

قالت شانون ساكوسيا، كبيرة مسؤولي الاستثمار في نيوبيرجر بيرمان برايفت ويلث، في مقابلة مع ماركت ووتش: "تخفيض 50 نقطة أساس يعني أن الفيدرالي ارتكب خطأ في يوليو، وأنه متأخر، أو أن لديه بيانات أسوأ مما نراه. سيكون هذا أكثر إرباكا لسوق الأسهم على وجه الخصوص".

قد يؤدي عدم اليقين هذا إلى عمليات بيع أولية للأسهم، بغض النظر عما قد يفعله الفيدرالي، وفقا لفريق من الإستراتيجيين في دويتشه بنك.

من المرجح للغاية أن يحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع توقعاته لمعدل البطالة، مع خفض وجهة نظره بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي، كما قال جون فيليس، إستراتيجي العملات والاقتصاد الكلي في بنك أوف نيويورك ميللون كورب، في تعليق عبر البريد الإلكتروني.

وأضاف أن هذا لا يعني بالضرورة أن البنك المركزي يتوقع ركودا. لكنه لا يزال أمرا على المستثمرين الانتباه إليه، لأنه قد يؤثر في مدى تأثير خفض الفائدة على الأسواق.

رغم أن البيانات لم تظهر علامات على ركود واضح بعد، إلا أن المستثمرين لديهم أسباب كافية للقلق.

سيكون تحقيق هبوط ناعم للاقتصاد، بعد نوبة تضخم بارزة، إنجازا أسطوريا غير مسبوق لجيروم باول، رئيس الفيدرالي، وفقا لديان سوونك، كبيرة الاقتصاديين في شركة كيه بي إم جي الولايات المتحدة.

كانت سلسلة تخفيضات الفائدة التي بدأت في 1995 إحدى الأمثلة التي تمكن فيها الفيدرالي من تحقيق "تعديل في منتصف الدورة" دون الإضرار بالأسواق، وفقا لجورين تيمر، مدير الاقتصاد الكلي العالمي في شركة فيديليتي.

الأكثر قراءة