انطلاق دورة تخفيض الفائدة الأمريكية يمهد الطريق للصين لتخفيف سياستها النقدية

مع بدء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رسميا دورة تخفيض أسعار الفائدة، من المرجح أن تشهد الصين واقتصادات آسيوية أخرى مجالا أكبر لتخفيف سياساتها وتعزيز النمو.

خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الاقتراض القياسي نصف نقطة مئوية يوم الأربعاء، إلى نطاق بين 4.75 و5 %.

وفي أعقاب الإعلان عن ذلك حدد بنك الشعب الصيني يوم الخميس سعر الإغلاق اليومي لليوان عند 7.0983 مقابل الدولار، مقارنة بـ 7.0870 في اليوم السابق، بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.

وانخفض سعر اليوان الفوري في السوق المحلية إلى 7.1040 مقابل الدولار في تعاملات الخميس المبكرة، مقارنة بإغلاق الأربعاء عند 7.0893. ومنذ بداية الشهر الماضي ارتفع اليوان 2.1 %، تحسبا لخفض الفائدة الأمريكية، في حين ارتفع الين الياباني 4.5 %.

أشار لويس كويجس، كبير خبراء الاقتصاد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في ستاندرد آند بورز جلوبال، إلى أن انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية يخفف القيود الخارجية على السياسة النقدية لبنك الشعب الصيني. وقال: "في هذا الإطار، نتوقع بعض التخفيضات المتواضعة الإضافية في أسعار الفائدة الرئيسة لبنك الشعب الصيني في بقية 2024، ربما 10 نقاط أساس".

بحسب شركة هيدج بوينت جلوبال ماركتس فإن "البيئة أصبحت أكثر ملاءمة للسلع الأساسية مع ظهور مزيد من الأساسيات لإضعاف الدولار . ستكون لدى الدول، خاصة في آسيا، قدرة أكبر لتخفيض أسعار الفائدة وتعزيز النمو في المنطقة".

تم تداول العائد القياسي على سندات الخزانة الصينية لمدة 10 سنوات عند نحو 2.04 % صباح اليوم الخميس، في حين تم تداول العائد على سندات الخزانة لمدة 30 عاما عند نحو 2.17 %.

في الوقت نفسه، استهل مؤشر شنغهاي المركب التداولات مرتفعا 0.22 %، في حين افتتح مؤشر نمو الشركات التداولات مرتفعا 0.64 %.

وفي هونج كونج، بدأ مؤشر هانج سنج التداولات منخفضا 0.15 %، بينما بدأ مؤشر التكنولوجيا مرتفعا 0.07 %.

شددت شركة هواتاي للأوراق المالية على أن الاحتياطي الفيدرالي بدأ دورة تخفيف في محاولة لمواكبة وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة التي أعلنتها البنوك المركزية الكبرى الأخرى، دون التسبب في حالة من الذعر في السوق. وتوقعت أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، لكن ليس بالوتيرة نفسها.

كانت الخطوة التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء نقطة تحول بعد 11 زيادة في أسعار الفائدة منذ مارس 2022 حتى يوليو من العام الماضي.

قال زو لان، رئيس قسم السياسة النقدية في بنك الشعب الصيني، في وقت سابق من هذا الشهر "إن هناك مجالا للصين لخفض نسبة متطلبات الاحتياطي، الذي من شأنه أن يوفر مزيدا من السيولة في البنوك". لكنه حذر من أن تقلص هوامش الفائدة الصافية - وهو أمر بالغ الأهمية لربحية البنوك - قد يحد من قدرة البنك المركزي على خفض أسعار الودائع والإقراض بشكل أكبر، وهو عامل قد يحول دون تخفيف كبير للسياسة النقدية.

ظل ضغط انخفاض قيمة اليوان أحد الاعتبارات التي وضعها بنك الشعب الصيني للامتناع عن خفض أسعار الفائدة.

مع تحول المستثمرين بشكل متزايد إلى أصول أكثر أمانا وسط مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الصيني وتراجع سوق العقارات، اتخذ بنك الشعب الصيني تدابير للحد من الارتفاع في السندات طويلة الأجل، والانتقال من التحذيرات اللفظية إلى التدخل المباشر في السوق.