"وول ستريت" مقبلة على شيء لم يحدث منذ 1955 .. والرهان على الأسهم الصغيرة

"وول ستريت" مقبلة على شيء لم يحدث منذ 1955 .. والرهان على الأسهم الصغيرة
لم تشهد الأسهم الأمريكية مثل هذه المكاسب القوية لمدة عامين متتاليين منذ 1955. "الفرنسية"

يقترب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من تحقيق إنجاز نادر، وهو ارتفاعه أكثر من 20% خلال عامين متتاليين.

لم تشهد الأسهم الأمريكية مثل هذه المكاسب القوية لمدة عامين متتاليين منذ 1955، قبل إطلاق مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

يأتي ذلك في وقت اقترح فيه البعض التخلي عن الأسهم الكبرى تماما لمصلحة صفقات أفضل في الأسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة والمتوسطة، أو حتى البحث عن الصفقات في الخارج، بينما يصر آخرون على أن الأسهم الكبرى لا تزال أفضل رهان للمستثمرين، حتى مع وصول تقييماتها إلى مستويات تعد عالية نسبيا مقارنة بالتاريخ الحديث، بحسب موقع "ماركت ووتش".

المؤشر صعد 20% منذ بداية 2024 يوم الثلاثاء، لكنه تراجع قليلا أمس. ورغم ذلك لا يزال قريبا من أعلى مستوياته، حيث إنه في أعقاب خفض الفائدة، لدى المستثمرين سبب وجيه لتوقع وصوله إلى مستويات قياسية.

مر وقت طويل منذ أن شهد المؤشر مثل هذه الأعوام القوية المتتالية. كانت آخر مرة حدث فيها ذلك في 1998، وفقا لبيانات "داو جونز".

في تلك الأيام، ساعد الحماس العام المتزايد على تداول الأسهم والضجة التي أطلقها ظهور الإنترنت التجاري على ارتفاع قيمة المؤشر 20% أو أكثر لمدة 4 أعوام متتالية بدءا من 1995. واستمرت هذه السلسلة تقريبا للعام الـ5، لكن المؤشر ارتفع 19.5% فقط في 1999.

ساعدت قوة تقدم الأسهم على إنعاش التكهنات حول مدى ارتفاع أسهم الشركات الأمريكية الكبرى، وما إذا كان مسار السوق الصاعدة المذهل - التي شهدت ارتفاع المؤشر 60% منذ أدنى مستوى له في أكتوبر 2022، وفقا لبيانات "فاكت سيت" - قد يكون مقبلا على تباطؤ، أو انعكاس حتى.

قال ستيف سوسنيك، كبير الإستراتيجيين في شركة إنتراكتيف بروكرز، خلال مقابلة مع ماركت ووتش: "من المثير للاهتمام أن آخر مرة رأينا فيها أداء مثل هذا كانت في أواخر التسعينيات".

وأضاف: "لا أريد أن أوسع المقارنة بعصر الإنترنت، لأن هذا ليس عادلا بالضرورة، لكن ما أود قوله هو أن ذلك كان أيضا وقتا وقع فيه العامة في حب الأسهم. ونتيجة لذلك كانوا على استعداد لوضع أموالهم في الأسواق".

ثم كما هي الحال الآن، تهيمن أسهم التكنولوجيا على السوق. تمثل خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - خليفة قطاع الاتصالات - حصة كبرى من القيمة السوقية للمؤشر، وفقا لإريك واليرستين، كبير إستراتيجيي الأسواق في شركة يارديني ريسيرتش.

وبناء على اتجاه تداول الأسهم مقارنة بمبيعات الشركات، فإن المؤشر أصبح اليوم أكثر تكلفة مما كان عليه في ذلك الوقت، بحسب بيانات "فاكت سيت". بلغت نسبة السعر إلى المبيعات المستقبلية للمؤشر 2.9 ضعف بدءا من نهاية أغسطس، مقارنة بـ 2.4 ضعف في أواخر التسعينيات.

لكن أكبر الشركات الأمريكية اليوم أصبحت أكثر ربحية ما كانت عليه حينها، ما يعني أن الأسعار مقارنة بالأرباح المستقبلية المتوقعة أقل في الواقع.

وبناء على توقعات وول ستريت للأرباح على مدى العام المقبل، تداول المؤشر أخيرا عند 21.6 ضعف الأرباح المستقبلية، مقارنة بما يقل قليلا عن 24 ضعفا في أواخر التسعينيات.

في حين يصعب على فرق إدارة الشركات التلاعب بمقاييس مثل السعر إلى المبيعات، فإن الأرباح في نهاية المطاف هي ما يهم المستثمرين، كما قال سوسنيك.

ومع ذلك، يعتقد بعض في وول ستريت أن التقييمات المرتفعة من المرجح أن تمهد الطريق للمؤشر لتحقيق عوائد أقل من المتوسط ​​على مدى العقد المقبل.

الأكثر قراءة