خبراء: التأثيرات الاقتصادية على المنطقة جراء التوترات الجيوسياسية محدودة ومؤقتة
قال محللون وخبراء اقتصاديون: إن التأثيرات الاقتصادية على المنطقة جراء التوترات الجيوسياسية بعد مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وإسماعيل هنية، محدودة ومؤقتة، خاصة أن المنطقة استطاعت تجاوز توترات سابقة مشابهة.
وأشاروا في حديثهم لـ"الاقتصادية" إلى أن أكثر 3 قطاعات تأثرا في الوقت الحالي، تتمثل في التدفقات الاستثمارية وأسواق الأسهم والنفط حتى نهاية العام، إلا أنه يتوقع أن تستعيد استقرارها بعد ذلك، خاصة أن التوترات الجارية تعطي مؤشرات بأنها اقتربت من النهاية.
وحول تغيرات القطاعات المتأثرة خلال المرحلة الراهنة، توقع الخبراء أن تشهد أسعار النفط تذبذبات خلال مدة قصيرة، ومن ثم تعود إلى متوسطات الأسعار البالغة نحو 70 دولارا للبرميل، فيما ستسجل تدفقات الاستثمارات ركودا لحظيا ثم تعود إلى ما كانت عليه، وأيضا أسواق الأسهم.وأعلن حزب الله اللبناني في بيان السبت، مقتل أمينه العام حسن نصرالله، إثر غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، بعدما أكدت إسرائيل اغتياله في وقت سابق.
البحث عن مناطق الأمان
وهنا قال عبدالله باعشن المحلل الاقتصادي: إن الاقتصادات ورؤوس الأموال تبحث دائما عن مناطق الأمان، والتوترات الجيوسياسية الجارية تؤثر في تدفقات الاستثمارات، خاصة التي توجد في المناطق القريبة من المواقع اللوجستية لنقل البضائع.
وتوقع أن يكون هناك بطء لتدفقات الاستثمار في المدى القصير بما لا يتجاوز العام، لتشهد المنطقة بعدها انتعاشا للاستثمارات وسوق الأسهم وأسعار النفط، مشيرا إلى أن تأثيرات التوترات في السوق السعودية يعد محدودا، بوصف أن أغلب المستثمرين من الجانب المحلي، إضافة إلى أن السعودية تشهد حاليا أمانا اقتصاديا وسياسيا.
وخفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني الجمعة التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى "Baa1" وأبقت على توقعاتها للتصنيف عند "سلبي" وسط تفاقم الصراع في المنطقة مع جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة.
مخاوف مؤقتة
من جانبه، قال عبدالوهاب القحطاني أستاذ الإدارة والحوكمة في جامعة اليمامة: إن التدخل غير المسؤول من قبل بعض الدول المحورية في الشرق الأوسط أحدث بعض التغيرات في سوق الطاقة العالمية، متوقعا أن تستمر المشكلات الجيوسياسة في المنطقة، ما يؤثر في تدفق النفط من بعض دول المنطقة.
وأضاف، أن أسعار النفط ستشهد في الآونة القريبة انخفاضا بسيطا خلال مدة قصيرة ومن ثم تعود إلى متوسط السعر البالغ نحو 70 دولارا للبرميل، فيما ستشهد تدفقات الاستثمارات ركودا لحظيا ثم تعود إلى ما كانت عليه.
وهناك أخطار من عودة نسب التضخم المرتفعة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وسط مخاوف نقص الإمدادات واضطراب الأسواق وارتفاع تكلفة السلع، فضلا عن الاضطراب في إمدادات النفط التي يمر 10% منه عبر البحر الأحمر.
محمد العمران المحلل الاقتصادي، أوضح أن رغم التوترات الجيوسياسية، لا تزال تدفقات الاستثمارات تشهد نموا خاصة في السعودية، وتأثيرات هذه المشكلات السياسية محدودة في الأسواق المالية السعودية والخليجية.
وفي ظل عدم وضوح الرؤية حيال محصلة الصراعات الراهنة، فإن التهديدات ستتواصل حيال تجارة دولية تمر 45% منها عبر المحيط الهندي، و15% عبر البحر الأحمر الذي يشهد مواجهات طالت السفن التجارية وحركة النقل بشكل عام، وهذه الآثار ستصل إلى مستويات خطيرة، إذا ما توسع نطاق المواجهات.
الأسواق تدخل المنطقة الحساسة
بدوره، ذكر محمد كركوتي المحلل الاقتصادي، أنه لا توجد جهة محصنة من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن المواجهات في الشرق الأوسط والاضطرابات الجيوسياسية، لافتا إلى أن هذه التطورات تأتي في ظل حرب خطيرة أخرى تجري في أوكرانيا منذ أكثر من عامين ونصف العام.
ونوه إلى أن الآثار ظهرت مباشرة بارتفاع أسعار الطاقة وتقلص إمدادات الخام، كما أن الأسواق في المنطقة دخلت فعلا في المنطقة الحساسة، خصوصاً إذا ما اتسعت رقعة المواجهة الحالية.
وأوضح كركوتي أن الاختلالات تنقل التداعيات إلى الساحة العالمية ولا سيما الأوروبية، وتضغط بقوة على بعض اقتصادات المنطقة، مثل الاقتصاد المصري الذي فقد نسبة كبيرة من إيرادات قناة السويس، إضافة إلى ارتفاع تكلفة الشحن والتأمين البحري والجوي، وزيادة الأسعار بعد أن تمكن العالم بصعوبة من التخلص من الموجة التضخمية.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي قال في بيان: إن نصر الله قُتل في ضربة محددة الهدف على المقر الرئيس للجماعة تحت الأرض أسفل مبنى سكني في الضاحية الجنوبية في بيروت التي يسيطر عليها حزب الله، وقُتل مع قيادي آخر كبير في الحزب وهو علي كركي وعدد آخر من قادة الحزب.