جولدمان ساكس: 3 مؤشرات تشير إلى سوق عمل صحية مشابهة لما قبل الجائحة

جولدمان ساكس: 3 مؤشرات تشير إلى سوق عمل صحية مشابهة لما قبل الجائحة
يتوقع أن ينمو دخل العمال الأمريكيون بنسبة 2 إلى 2.5 % العام المقبل. رويترز

يوجه المستثمرون انتباههم بشكل متزايد إلى سوق العمل للبحث عن أدلة على هبوط ناعم، مع انخفاض التضخم.

بيانات التوظيف خلال شهري يوليو وأغسطس جاءت أقل من توقعات وول ستريت بعد الكشف عن عدد أقل من المتوقع للوظائف الجديدة، ما أثار مخاوف من الركود ودفع الأسهم إلى الانخفاض. وستصدر بيانات الوظائف لشهر سبتمبر التي طال انتظارها يوم الجمعة، بحسب "بزنس إنسايدر".

على المستثمرين ألا يقلقوا، فيما لا تزال أساسيات سوق العمل قوية، وفقا لجوزيف بريجز، الرئيس المشارك لفريق الاقتصاد العالمي في "جولدمان ساكس" وخبير اقتصادي كبير سابق في الاحتياطي الفيدرالي.

بريجز أوضح أنه إذا تم إجراء تقييم واسع النطاق على عدد من مؤشرات سوق العمل المختلفة، فهي لا تزال حيث كانت من 2017 إلى 2019 تقريبا، حيث كانت سوق عمل صحية للغاية. من وجهة نظر بريجز، تشير المؤشرات الثلاثة التالية إلى عودة سوق العمل لطبيعتها في أواخر الدورة، ما سيؤدي إلى اقتصاد قوي.

عمليات التسريح

عمليات التسريح تعد مؤشرا مهما لصحة سوق العمل، ولحسن الحظ، لا تسرح الشركات كثيرا من العمال في الوقت الحالي. بريجز أشار إلى أن معدلات التسريح وطلبات إعانة البطالة الأولية، التي يقدمها الأفراد لأول مرة، تحوم عند مستويات ما قبل الجائحة أو أقل منها، إذ انخفضت طلبات إعانة البطالة الأولية إلى أدنى مستوى لها في 4 أشهر، عند 218 ألف الأسبوع الماضي.

قال بريجز إن انخفاض عمليات التسريح، هو علامة إيجابية لأنه يساعد الاقتصاد في تجنب حلقة ردود فعل خطيرة. كما تؤدي العمليات إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي، ما يضر بالشركات، ثم يؤدي إلى زيادة عمليات التسريح. لحسن الحظ، لا تشهد سوق العمل هذا النوع من الدوامات في الوقت الحالي.

الإنفاق الاستهلاكي

على العكس من ذلك، الإنفاق الاستهلاكي قوي للغاية، ومدفوع بمكاسب الوظائف المستمرة ونمو الأجور، وفقا لبريجز.

نمو الأجور في أمريكا يتحسن ويتجاوز التضخم هذا العام، إذ سجل نموا بنسبة 3.5 % على أساس سنوي في أغسطس 2024. وارتفع متوسط ​​الأرباح الأسبوعية الحقيقية 0.2 % من يوليو إلى أغسطس من هذا العام.

يتوقع الخبير الاقتصادي السابق في "الفيدرالي" أن يشهد العمال الأمريكيون نموا في الدخل الحقيقي بنسبة 2 إلى 2.5 % في العام المقبل.

قال بريجز إن الاقتصاد الأمريكي يضيف وظائف بوتيرة ثابتة تدعم الإنفاق الاستهلاكي. في أغسطس، أنشئت 142 ألف وظيفة، وهو ما يراه بريجز زيادة شهرية صحية. متوقعا أن يستمر في إضافة وظائف بمعدل 140 إلى 150 ألف شهريا. وتيرة نمو الوظائف ليست قوية كما كانت خلال موجة التوظيف بعد الجائحة، لكنها من المتوقع أن تزداد مع عودة سوق العمل إلى طبيعتها.

الناتج المحلي

لا يزال نمو الناتج المحلي الإجمالي قويا، ما يمهد الطريق لبيئة توظيف مواتية، حيث سجل الاقتصاد الأمريكي نموا سنويا للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 % في الربع الثاني من 2024، أسرع من معدل النمو البالغ 1.4 % في الربع الأول ومتجاوزا توقعات وول ستريت.

بريجز متفائل أيضا بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي في المستقبل. ويتوقع أن تبدأ تأثيرات خفض أسعار الفائدة في الظهور بشكل سريع نسبيا، ما يعزز الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي خلال الأرباع القليلة القادمة.

تحسن الاقتصاد بشكل عام في الأشهر القليلة الماضية تحسبا لخفض أسعار الفائدة وسيستمر في ذلك، كما يعتقد بريجز. والأكثر أهمية أن الفائدة العقارية تنخفض.

بريجز أوضح أن التغيرات على مدار الأشهر القليلة الماضية تشير إلى زيادة بنحو نصف نقطة في نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي خلال النصف الثاني من 2024 والنصف الأول من 2025.

أشار بريجز أنه لا يزال قطاعات في الاقتصاد شديدة الحساسية لأسعار الفائدة، وسيكون لها تأثير واضح في نمو الناتج المحلي الإجمالي".

على المستثمرين أن يكونوا على ثقة من أن تحقيق هبوط ناعم وسوق عمل قوية وارد الحدوث، نظرا لأن عديدا من مجالات الاقتصاد من المقرر أن تستفيد من خفض أسعار الفائدة.

سمات

الأكثر قراءة