"تحور" عصر الطيران منخفض التكلفة و "السفر الانتقامي" باق لا يموت

"تحور" عصر الطيران منخفض التكلفة و "السفر الانتقامي" باق لا يموت
"جيتي"

مر أكثر من 50 عاما منذ أن غيرت شركات الطيران منخفضة التكلفة طريقة سفرنا إلى الأبد، وفتحت خطوطا إلى مدن ودول جديدة بأسعار معقولة.

اليوم وفقا لمجلة "فورتشن" تتطلع هذه الشركات إلى التوسع بصورة أكبر، لكن الطريقة التي تعمل بها تختلف كثيرا، فهي تسعى إلى مصادر دخل جديدة بطرق مختلفة.

تعد الخدمات الإضافية السمة المميزة لشركات الطيران منخفضة التكلفة الأوروبية. لسنوات كانت شركة إيزي جيت تضع رسوما على مسار الصعود السريع وخدمات أخرى، مثل مساحة الأرجل الإضافية، وقد تمثل هذه الإضافات أحيانا أكثر من 50% من سعر التذكرة الأصلي.

حققت منافستها، رايان إير، التي تصدرت عناوين الأخبار ذات يوم لإعلانها، أنها تنوي فرض رسوم على المسافرين لاستخدام دورات المياه، متوسط ​​24 يورو لكل راكب من الرسوم الإضافية في الربع الثاني من 2023 بزيادة 10% (متوسط ​​تذكرة الطيران لديها يزيد قليلا على 40 يورو في أوروبا).

وتخطط شركة الطيران ويز أير لإطلاق طائرة إيرباص A321XLR في 2025، يمكنها تشغيل رحلة مدتها 7 ساعات من مطار جاتويك إلى جدة أو أبو ظبي مقابل 160 يورو تقريبا لاتجاه واحد.

يتمثل النموذج القياسي لشركات الطيران منخفضة التكلفة في تقديم مقعد أرخص للعملاء من شركات الطيران التقليدية ذات الخدمة الكاملة، ثم تقديم إضافات اختيارية مدفوعة، مثل اختيار مكان الجلوس. في الولايات المتحدة، اعتادت شركات الطيران الكبرى على تقليد شركات الطيران الاقتصادية، لكن بعد الوباء، انعكست الأمور.

الآن، تروج شركات الطيران الاقتصادية لباقات، تسمح للركاب بالصعود على متن الطائرة بأمتعة أثقل وكمية أكبر، مع تضمين اختيار المقعد.

وفقا لبلومبرغ، تجني أكبر 3 شركات طيران في الولايات المتحدة - يونايتد وأمريكان ودلتا - كثيرا من المال من إقناع ركابها بـ"شراء" الفئة الأعلى التالية. بالنسبة إلى إمريكان أيرلاينز جاء 10% من إيراداتها في النصف الأول من 2023 من العملاء الذين فعلوا ذلك.

أصبح الناس الآن أكثر تقبلا لدفع مزيد بدلا من دفع تكلفة شاملة على شركات الطيران الاقتصادية. فمن ناحية، تقاعد عدد كبير من الأشخاص أثناء الوباء، ويريدون السفر في ظروف أفضل. ومن ناحية أخرى، أصبح جيل Z وجيل الألفية مستعدين لدفع مزيد مقابل جودة وتجارب أفضل.

يعتقد المطلعون على الصناعة أن شركات الطيران تبحث عن المزيج الصحيح من الخيارات الاقتصادية الأساسية والخيارات الفاخرة أكثر تكلفة على الرحلة نفسها.

في خضم الأحوال المالية الحالية، تبحث العائلات عن مزيد من التأمين ضد الأحداث غير المتوقعة. تشير العناوين الرئيسة إلى أن السماء مليئة بأشخاص في رحلات "سفر انتقامي" لتعويض وقت السفر الضائع أيام الجائحة.

يعتقد جون جرانت، من "أو إيه جي"، أن نتائج 2024 ستظهر عاما قويا لكثير من شركات الطيران، رغم أنها أقل ربحية من 2023. بالنسبة لـ2025، يتوقع جرانت تباطؤا أكثر سلاسة مما كان ليحدث، بسبب التفاؤل بشأن أسعار الوقود.

إلى جانب ذلك، يتعين على شركات الطيران أن تعالج أخطار أخرى، ليس فقط تلك المتعلقة بالوقود وتغير المناخ. فبسبب نقص الاستثمار، تتهاوى البنية الأساسية وهناك نقص في الطيارين ومراقبي الحركة الجوية.

ومع ذلك، من الواضح أن الجمهور لم يفقد حبه للطيران بعد، وأن شركات الطيران منخفضة التكلفة لم تنته بعد، فهي تعمل فقط على تحويل نماذج أعمالها للتعامل مع احتياجات العملاء المتغيرة.

الأكثر قراءة