تراجع الأسهم الآسيوية وقفزة في الصين بعد هبوط "وول ستريت"

تراجع الأسهم الآسيوية وقفزة في الصين بعد هبوط "وول ستريت"

قفزت الأسهم الصينية المتداولة في البر الرئيس، ملتحقة بموجة ارتفاع الأسهم التي عززتها إجراءات التحفيز، بعد أن أعيد فتحها عقب عطلة استمرت أسبوعًا. في المقابل، تراجعت الأسهم الآسيوية بشكل عام، وارتفع الين الياباني.

صعد مؤشر "سي إس آي 300" القياسي بنسبة تصل إلى 11 % مع بدء الجلسة. بينما انخفضت الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وهونج كونج بعد أن شهدت وول ستريت تراجعًا نتيجة بيع أسهم التكنولوجيا، والتوترات الجيوسياسية، والتوقعات بخفض أصغر لأسعار الفائدة الأمريكية.

يركز المستثمرون على الإحاطة الإعلامية، صباح اليوم، من قبل أعلى هيئة اقتصادية في البلاد، بحثا عن إشارات حول مزيد من التدابير السياسية. أطلقت الحكومة سلسلة من إجراءات التحفيز قبل عطلة "الأسبوع الذهبي"، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسهم الصينية منذ ذلك الحين. ويقدر الاقتصادي جيا كانغ أن استخدام بكين لقوتها المالية قد يؤدي إلى تحفيز ما بين 4 تريليون يوان (570 مليار دولار) و10 تريليون يوان.

قال كيري كريغ، إستراتيجي الأسواق العالمية في "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت"، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "هناك بالتأكيد دعم كبير للسوق"، مضيفا: "يظل السؤال ما إذا كانت السوق ستشعر بخيبة أمل إذا لم يحصلون على ما يتوقعونه من حزمة التحفيز المالي".

وفقا لـ"مورغان ستانلي"، فإن أحد الأخطار التي يجب على المستثمرين مراقبتها وسط ارتفاع سوق الأسهم الصينية، هو احتمال حدوث ارتفاع مفرط في السوق، إلى جانب قدرة الحكومة الصينية على تنفيذ حزمة التحفيز التي أعلنتها أخيرا.

كذلك فإن عديد من المستثمرين الآخرين غير مقتنعين بمدى استدامة هذا الارتفاع. يشمل هؤلاء بنوك"إنفيسكو"، و"جيه بي مورغان"، و"إتش إس بي سي" و"نومورا"، الذين ينظرون إلى الانتعاش الأخير بتشكك، وينتظرون من بكين تقديم التزامات حقيقية لدعم وعودها المتعلقة بالتحفيز المالي.

"بينما نتوقع زيادة في الأسعار، نتوقع أيضا أن تصدر مزيد من الأخبار المتعلقة بالسياسات التي ستدعم أسعار الأسهم"، بحسب لورين تان، مديرة أبحاث الأسهم الآسيوية في شركة "مورنينغ ستار"، على تلفزيون بلومبرغ. وأضافت: "سنكون على الأرجح أكثر انتقائية في المستقبل لأي شخص يرغب في الاستفادة من هذا الارتفاع".

انخفض مؤشر "إس آند بي 500" 1 %، يوم الاثنين، بعد تحقيق سلسلة مكاسب استمرت لـ 4 أسابيع. وانخفض سهم "ألفابت" 2.4 %، بعد أن أمر قاض برفع القيود التي تمنع المطورين من إنشاء متاجر منافسة لـ"غوغل بلاي". وقفز خام برنت فوق 80 دولارا للبرميل وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وبعد صدور بيانات الوظائف القوية يوم الجمعة، واصلت سندات الخزانة الهبوط مع تجاوز عائد سندات الـ 10 أعوام نسبة 4 %.

قال كريس لاركين من "إي* تريد التابعة لـ"مورغان ستانلي": "يبدو أن تقرير الوظائف القوي يوم الجمعة لم يقتل فقط أي فرصة لخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في نوفمبر، بل بدأ الحديث عن احتمال بقاء الفائدة دون تغيير إذا استمرت البيانات الاقتصادية في التفوق على التوقعات"، وأضاف: "لكن كما أظهرت أحداث الأسبوع الماضي، لا يمكن تجاهل التوترات الجيوسياسية".

لا تزال الأزمة في الشرق الأوسط تزعج المستثمرين، حيث تصاعد القتال يوم الاثنين على عدة جبهات بعد عام من الحرب. وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية إنها اعترضت معظم الصواريخ التي أطلقت نحو تل أبيب من قبل حماس وجماعات أخرى مدعومة من إيران. وقفزت أسعار خام برنت إلى أعلى مستوى لها منذ أغسطس مع تزايد التكهنات بأن إسرائيل قد تهاجم البنية التحتية النفطية الإيرانية. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط صباح الثلاثاء.

بالنسبة إلى ديف سيكيرا من "مورنينغ ستار"، فإن أي تصعيد جيوسياسي إضافي قد يؤدي إلى تحفيز التداول على أساس الأخطار، مع تراجع أسهم النمو مقابل أسهم القيمة.

وقال "عادة مثل هذا النوع من التداول الذي ينطوي على الابتعاد عن المخاطر، سترى تحولاً نحو الأسهم الدفاعية، لكنني سأكون حذراً إذا كنت مستثمرا اليوم"، وأضاف: "بعض القطاعات الدفاعية اليوم قد تكون مُقيّمة بأكثر من قيمتها. على عكس التداول العادي الذي ينطوي على الابتعاد عن الأخطار، أعتقد أن أسهم النفط سترتفع".

مع استثناء أسهم الطاقة، انخفض كل قطاع رئيس في مؤشر "إس آند بي 500" يوم الاثنين. وتراجع مؤشر "العظماء السبعة" الذي يضم الشركات الكبرى، بنسبة 1.9 %. وانخفضت أسهم شركة "أمازون" 3.1 %، بعد أن خفضت شركة "ويلز فارغو سيكيوريتيز" تصنيف أسهمها.

كما انخفضت أسهم "أبل" بنسبة 2.3 %، بعدما قال محلل في شركة "جيفيريز" إن توقعات المستثمرين بشأن أحدث أجهزة "آيفون" مبالغ فيها. في المقابل، ارتفعت أسهم "إنفيديا". أما في آسيا، فقد أبلغت شركة "سامسونج" عن أرباح تشغيلية أولية جاءت أقل من التقديرات.

قفز مؤشر "الخوف" (VIX) إلى أعلى مستوى له في شهرين. وارتفعت عوائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات بمقدار ست نقاط أساس لتصل إلى 4.03 %.

رغم انخفاض الأسهم، أصبح اثنان من كبار إستراتيجيي وول ستريت أكثر تفاؤلاً بسبب مؤشرات على وجود سوق عمل قوية، ومرونة اقتصادية وتراجع معدلات الفائدة.

قام مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي" برفع تقييمه للأسهم الدورية مقارنة بنظيراتها الأكثر أمانا، مشيرا إلى بيانات الوظائف القوية يوم الجمعة، وتوقعات بخفض إضافي من الفيدرالي. أما نظيره في "جولدمان ساكس"، ديفيد كوستين، فقد رفع هدفه لمؤشر "إس آند بي 500" لمدة 12 شهرا إلى 6,300 نقطة من 6,000. وأغلق المؤشر عند 5,695.94 يوم الاثنين.

الأكثر قراءة