"تسلا" تحتاج لترقية "روبوتاكسي" لمستوى ضجيجها الإعلامي

مبيعات الشركة من السيارات الكهربائية ثابتة بشكل أساسي منذ أوائل 2023، ومن غير المرجح أن يتغير ذلك في المستقبل القريب.


يا رفاق، لقد كنتم قريبين جداً. فلولا تلك الوثبة الصغيرة الأخيرة في تفاؤل وول ستريت في اليوم الأخير من سبتمبر، لكانت أحدث أرقام مبيعات "تسلا" قد تفوقت بالكاد على التوقعات.


على الرغم من كل الحديث في الأسبوع الماضي عن أن مبيعات "تسلا" في الصين ربما دفعت إجمالي مبيعات فترة ربع السنة إلى 470 ألف سيارة -وهو ما ينعكس في تلك الزيادة في إجماع التوقعات- فإن الرد الواضح هو: من يهتم لذلك؟ حتى لو كانت "تسلا" حققت هذا الرقم، وهو كذلك أقل بكثير مما كان متوقعاً في وقت سابق من هذا العام، انظر إلى الرسم البياني أدناه واسأل نفسك ما إذا كان ذلك سيغير الصورة الأساسية هنا.

ظلت مبيعات "تسلا" ثابتة تقريباً منذ العام الماضي لم يكن ليغير ذلك، ما يضع مزيد من التركيز على حدث 10 أكتوبر الذي تم الترويج له كثيراً حيث من المتوقع أن يكشف الرئيس التنفيذي إيلون ماسك عن نماذج أولية لسيارات الأجرة الآلية "روبوتاكسي".


مبيعات "تسلا"


سيذكر المتفائلون حقيقة أن المبيعات ارتفعت 6 % على أساس سنوي. ومع ذلك، تذكر أن "تسلا" قالت إنها تأخرت بسبب توقف المصنع عن الإنتاج في الربع الثالث من 2023، ما يعني أن تحقيق أي زيادة يُعد إنجازاً. لكن بعض الأرقام الأخرى تضع هذه النسبة البالغة 6 % في سياقها.


خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، انخفضت المبيعات بنسبة 2 %. وحتى تصل إلى رقم المبيعات السنوية الذي أجمعت عليه التوقعات، تحتاج "تسلا" الآن إلى تسليم ما يقرب من 499 ألف سيارة في الربع الأخير، ما يعني تسجيل رقم قياسي جديد - وحتى في هذه الحالة، ستكون المبيعات السنوية أقل من مستوى 2023.

بافتراض أن "تسلا" حافظت على متوسط سعر البيع -وهو ما قد يكون سخياً في ضوء الخصومات المستمرة- فإن هذه الأرقام تشير إلى تحقيق إيرادات من مبيعات السيارات تزيد قليلاً على 20 مليار دولار في الربع الثالث. وسيمثل ذلك ارتفاعاً 5 % على أساس سنوي، ولكنه في الواقع أقل مما كان عليه في الربع الأخير من 2022، قبل ما يقرب من عامين، عندما انخفضت مبيعات "تسلا" بنحو 60 ألف سيارة.

هناك جانبان آخران جديران بالملاحظة في أرقام يوم الأربعاء. أولاً، تجاوز إنتاج "تسلا" مبيعاتها من السيارات بنحو 7 آلاف سيارة، ما يحول الميل إلى تصفية المخزون في الربع الثاني إلى الوجهة العكسية.


فائض الإنتاج


على مدى الفترات ربع السنوية الـ11 منذ بداية 2022، تجاوز إنتاج "تسلا" من السيارات مبيعاتها في 8 فترات، مسجلة فائضاً في الإنتاج يقترب من 113 ألف سيارة. ونستطيع توقع أن يؤثر ذلك سلباً في التدفقات النقدية عندما تعلن "تسلا" نتائج أعمالها كاملة بعد 3 أسابيع من الآن.

ثانياً، على الرغم من إطلاق الشاحنة "سايبرترك" في أواخر 2023، لم ترتفع مبيعات الطرازات الفاخرة. بل كانت مبيعات الربع الثالث في الواقع أقل قليلاً من مبيعات الربع الأخير من 2023، عندما أضافت "تسلا" ذلك الوحش الأحدب إلى تشكيلتها من السيارات مرتفعة الأسعار.

في سوق للسيارات تعاني بشكل عام ارتفاع تكلفة ملكية السيارات، من المحتمل أن تكون بعض مبيعات الـ"سايبرترك"، التي يبلغ سعرها 100 ألف دولار، قد خفضت على الأقل من مبيعات طرازي "موديل S" و"X".


فصل آخر من الركود


في أحسن الأحوال، تبدو "تسلا" مستعدة لربع آخر من الركود المالي في وحدة السيارات الكهربائية التابعة لها. وكما في الربع الثاني، ربما نستطيع أن نتوقع أن تكون الشركة قد باعت كثير من مخزونها من أرصدة غازات الاحتباس الحراري لزيادة الأرباح - أي الاعتماد على الدعم البيئي (على الرغم من مواقف ماسك اليمينية التي تتزايد حدتها).

تباطأ النمو في مبيعات السيارات الكهربائية بشكل عام وتزايدت المنافسة، وهو ما يتجلى في الإصدار الأخير من السيارة "أونفو" (Onvo) الكهربائية الرياضية متعددة الاستخدامات من شركة "نيو" (Nio) في الصين، التي يقل سعرها 17% عن السيارة "موديل Y" المماثلة، والسيارة الكهربائية "تشيفي إكوينوكس" (Chevy Equinox) من شركة "جنرال موتورز" التي يقل سعرها عن 30 ألف دولار (بعد الدعم) في موطن "تسلا" الخاص.

لذلك، وقبل كل شيء، لا جدال في أن الحدث الذي ستنظمه "تسلا" عن "روبوتاكسي" الأسبوع المقبل سيشهد تركيز ماسك بشكل أكبر على سردية السيارات ذاتية القيادة والذكاء الاصطناعي والروبوتات. فما من سبيل آخر إلى تبرير ذلك التناقض في تداول سهم بسعر يبلغ 99 ضعف الأرباح المستقبلية وفق "مبادئ المحاسبة المقبولة عموماً" (GAAP) لشركة كانت في حالة ركود أساساً لمدة عامين تقريباً.

هوامش


لا تشمل هذه الأرقام السيارات التي تم تسليمها بموجب عقود إيجار (3 % من الإجمالي). وهذا يعني أن نحو 449 ألف سيارة تم بيعها بشكل مباشر في هذا الربع. وبافتراض أن متوسط سعر البيع يبلغ 44775 دولاراً أمريكياً -وهو نفس متوسط سعر البيع في الربع الثاني- فإن هذا يعني أن مبيعات السيارات بلغت 22.1 مليار دولار. في الربع الرابع من 2022، قامت "تسلا" بتسليم 405278 سيارة، منها 390094 سيارة تم بيعها باستثناء السيارات المستأجرة. بلغت إيرادات الشركة من مبيعات السيارات في ذلك الربع 20.7 مليار دولار. لم يتم تعديل هذه الأرقام لاحتساب مبيعات أرصدة غازات الاحتباس الحراري.

خاص بـ"بلومبرغ"

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي