تخفيضات الفيدرالي الأمريكي غير المتزامنة تدعم مسار الأسهم لكنها تصطدم بارتفاع السندات
يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في وقت لا يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي تراجعا ولا أرباح الشركات.
يبدو أن تقرير الوظائف الصادر الجمعة يشير إلى أن المخاوف من ركود وهبوط حاد مبالغ فيها، فيما يتوقع محللو وول ستريت نموا معقولا في الأرباح خلال الربع الثالث مع تحسن الأساسيات في الربع الرابع وفي 2025 كاملا.
أدى التقاء العوامل هذه إلى ما يسميه أحد الإستراتيجيين سياسة أسعار الفائدة "غير المتزامنة" من الاحتياطي الفيدرالي، وهذا ينبغي أن يكون خبرا سارا لمستثمري الأسهم، بحسب مجلة "بارونز" الأمريكية.
قال جيم بولسن، إستراتيجي سوق متقاعد عمل في مجموعة لوتهولد وويلز فارجو، في منشور على موقع سابستاك: "هناك فرصة كبيرة لأن يتمتع مستثمرو الأسهم بتزامن ’غريب‘ بين الأرباح العالية ومضاعف سعر/ربح مرتفع في العام المقبل".
عديد من الظروف المالية الأخرى تتحسن حتى مع تشديد الاحتياطي الفيدرالي. لهذا السبب يعتقد بولسن أن المستثمرين المتفائلين يجب أن يشيدوا بهذه السياسة الفريدة من نوعها من الاحتياطي الفيدرالي ويقدروها.
بالطبع، هناك أخطار لهذا السيناريو الوردي. رغم أن عائد سندات الخزانة لمدة 10 سنوات لا يزال أقل من 4.7% لعام 2024 الذي بلغه في أبريل، إلا أنه ارتفع إلى 4% بعد انخفاضه إلى 3.6% في منتصف سبتمبر، قبل أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.
وإذا استمرت أسعار السندات طويلة الأجل في الارتفاع، فقد يضعف ذلك عوائد الأسهم.
هناك أيضا تساؤلات حول مدى استعداد الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة خفض أسعار الفائدة إذا ظلت بيانات الاقتصاد قوية.
قال تورستن سلوك، كبير خبراء الاقتصاد في شركة أبولو جلوبال مانجمنت: إن مزيج الإنفاق القوي للشركات على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التحفيز المالي والإنفاق الدفاعي من قبل الحكومة، قد يعني أن "الأسعار ستظل أعلى لفترة أطول".
كتب إد يارديني وإريك والرشتاين، من شركة يارديني للأبحاث، في تقرير صدر الأحد، بعد تقرير الوظائف "قد يتحول الإجماع إلى عدم التسرع لمزيد من التخفيف"، بينما يرى آخرون أن الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في التخفيض، ولكن بصورة أقل حدة.
قال مات بوش، خبير الاقتصاد الأمريكي في جوجنهايم إنفستمنتس: "خفف تقرير الوظائف المخاوف بشأن الركود .. نتوقع أن يبطئ الاحتياطي الفيدرالي وتيرة التخفيضات في المستقبل. لن يكونوا في عجلة من أمرهم للعودة إلى الحياد".
التخفيض الكبير الذي أجراه الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر يعد علامة جيدة. قال بوش: "الديناميكية الرئيسة للسوق هي أن الاحتياطي الفيدرالي أظهر بالفعل استعداده لاستباق الأخطار".
إذا تباطأ الاحتياطي الفيدرالي في تخفيضات أسعار الفائدة، أو حتى ظل ثابتا خلال الأشهر القليلة المقبلة، فلن يكون ذلك علامة سيئة للأسهم، كما يعتقد يارديني ووالرشتاين. ومثل بولسن، يجادلون بأن حدوث أي تباطؤ في وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة سيكون لأن الاقتصاد لا يزال على أساس متين.
كتبا الاثنان: "إذا تحول سرد الإجماع الجديد مرة أخرى نحو أسعار فائدة أعلى لفترة أطول، فسيكون ذلك لأن الاقتصاد يستمر في أداء أفضل من المتوقع، وكذلك الأرباح".
الخلاصة: قد تتغير قيادة السوق مرة أخرى، إذا أصبح الاقتصاد أكثر مرونة. لكن مع تلاشي مخاوف الركود، ينبغي أن تتلاشى أيضا المخاوف بشأن أي تراجع وشيك في الأسهم.