تأثيرات إعصار ميلتون في أسعار النفط طفيفة والصين أكبر المتضررين من التوترات
حققت أسعار النفط ثاني مكاسب أسبوعية، رغم تراجعها بشكل طفيف خلال يوم الجمعة، وسط تقييم المتعاملين لتأثير الأضرار، التي خلفها الإعصار ميلتون على الطلب الأمريكي، مقابل أي اضطراب واسع النطاق للإمدادات إذا هاجمت إسرائيل مواقع نفط إيرانية.
وبحسب تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي الصادر اليوم، فإن أسواق النفط كانت في حالة تأهب طوال الأسبوع، وسط شائعات عن هجوم إسرائيلي وشيك على البنية التحتية النفطية الإيرانية، واحتمال حدوث انقطاع كبير بسبب الإعصار في الولايات المتحدة، لافتا إلى أنه في نهاية المطاف فشل الهجوم الإسرائيلي أن يتحقق.
وكانت أسواق النفط تتوقع ضربة انتقامية إسرائيلية على إيران طوال الأسبوع، ومع مرور الوقت وعدم حدوث أي شيء، أدت بعض خيبة الأمل هذه إلى انخفاض العقود الآجلة لخام برنت، لتستقر هذا الأسبوع عند مستوى أقل بقليل من 79 دولارا للبرميل.
ونوه التقرير بأنه رغم إعصار ميلتون كان مدمرا بالنسبة لفلوريدا، إلا أن آثاره المتعلقة بالنفط كانت طفيفة نسبيا، ما سمح للاقتصاد الكلي بلعب دور أكثر وضوحا في تحديد مسار الأسبوع، خاصة على خلفية انخفاض التضخم في الولايات المتحدة إلى معدل سنوي قدره 2.4%.
واحتمال نشوب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وإيران أدى إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية والمخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة في إمدادات الطاقة.
وأفاد التقرير بتحذير الخبراء من أن أي صراعات كبيرة قد تكون لها تداعيات اقتصادية كبيرة خاصة للصين، التي تعتمد بشكل كبير على واردات النفط من المنطقة، مضيفا، رغم الاقتصاد العالمي أصبح أقل اعتمادا على نفط الشرق الأوسط مما كان عليه في الماضي، إلا أن أي اضطراب كبير قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة التضخم.
يأتي ذلك مع إعلان شركات "بريتيش بتروليوم" و"إكسون موبيل" و"شل"، أن هناك مؤشرات على تراجع الطلب، لافتة إلى أن انخفاض الهوامش من معالجة النفط الخام سيضر بالأرباح بمقدار 400 مليون دولار إلى 600 مليون دولار.
من جانبه، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، أن أسعار النفط تراجعت بعد يوم من التداول المتقلب، حيث قام المستثمرون بجني الأرباح وبيع بعض المراكز قبيل الانتقام الإسرائيلي المتوقع ضد إيران والطرح المحتمل لتحفيز اقتصادي جديد في الصين.
وأبرز التقرير نصيحة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم شن هجوم على منشآت الطاقة في ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك، لكن الاحتمال العالق يترك المستثمرين على حافة الهاوية، وقد أدت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط إلى زيادة تقلبات الأسعار ودفعت صناديق التحوط إلى تعزيز صافي مراكزها الطويلة الأمد.
وتطرق التقرير إلى تحديد بكين موعدا لعقد جلسة إحاطة في نهاية هذا الأسبوع لتقديم مزيد من التفاصيل حول حزمة التحفيز المحتملة وأثر تعثر استهلاك النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي في أكبر مستورد للخام في العالم على معنويات السوق هذا العام.