النصر على التضخم يلوح في الأفق .. "المركزي الأوروبي" قد يخفض الفائدة بوتيرة أسرع
من المتوقع أن يخفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى هذا الأسبوع، مع تلاشي القلق بشأن هاجس التضخم في منطقة اليورو وتزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو، وانخفض التضخم إلى 1.8 % في الدول الأعضاء العشرين في منطقة اليورو خلال سبتمبر، وهي المرة الأولى التي يكون فيها أقل من هدف المركزي الأوروبي البالغ 2 % منذ 2021، في حين يتوقع أن يرتفع المعدل مرة أخرى بحلول نهاية العام، مع زيادة الشعور بعودة أسعار المستهلك إلى السيطرة.
وقال الفرنسي فرانسوا فيليروي دي جالهاو، عضو مجلس محافظي المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي لإذاعة فرانس إنفو: "النصر على التضخم في الأفق، من المرجح للغاية أن يكون هناك خفض"، وأضاف: " الخفض لن يكون الأخير، سيجتمع صناع السياسات في المركزي الأوروبي في سلوفينيا الخميس المقبل لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتم خفض الفائدة بشكل أكبر وزيادة وتيرة التخفيضات".
خفض المركزي الأوربي بالفعل أسعار الفائدة مرتين من ذروتها البالغة 4 %، مرة في يونيو ومرة أخرى في اجتماعه الأخير في سبتمبر، كما خفض الفائدة على مرفق الودائع بمقدار 25 نقطة أساس في كل حالة، تاركا سعر الفائدة القياسي عند 3.5 %، لكن البيانات الجديدة التي تظهر ضغوط أسعار أضعف ونشاطا اقتصاديا أكدت الانطباع بأن أسعار السياسة مقيدة للغاية في منطقة اليورو، ورفع المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بشكل أكبر وأسرع من أي وقت مضى كان للخطوات الرامية إلى رفع تكاليف الاقتراض وإبطاء وتيرة ارتفاع أسعار المستهلك تأثيرها.
وقالت كريستين لاجارد رئيسة المركزي الأوروبي الشهر الماضي: إن جهودهم لترويض التضخم تتقدم، مشيرة إلى أن المؤشرات الاقتصادية الأخيرة تعزز ثقتنا في أن التضخم سيعود إلى الهدف في الوقت المناسب، وأضافت: إن المركزي الأوروبي سيأخذ الأرقام الجديدة في الحسبان خلال اجتماعه المقبل للسياسة النقدية بالاعتماد على البيانات التي يتم تحديثها في كل اجتماع آخر، مع الدفعة التالية المقررة في ديسمبر.
و كانت ألمانيا، أكبر اقتصاد في الكتلة، قد عانت من صعوبة البدء، حيث قالت برلين الأسبوع الماضي إنها تتوقع الآن انكماش الاقتصاد بنسبة 0.2 في % في 2024 - وهو العام الثاني على التوالي في الركود.
وقال المحلل في آي إن جي كارستن برزيسكي: "الأخطار تميل الآن بوضوح إلى الجانب السلبي"، عندما يتعلق الأمر بالنمو الاقتصادي. ومع ذلك، قال برزيسكي إن احتمال أن يبقي المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة في أكتوبر لا يمكن استبعاده بالكامل.
وأضاف برزيسكي إن الخفض من شأنه أن يضع المركزي الأوروبي في المقدمة، وخفض الأسعار في الوقت المناسب قبل وقوع حادث اقتصادي أكبر" لكنه قال إن الاستجابة السريعة، عندما أكد المسؤولون على الحاجة إلى التحرك تدريجيا، ستظل مثيرة للجدل.
وقال برزيسكي إن التهديد بأن يؤدي تصعيد الصراع في الشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار النفط مرة أخرى كان عاملاً آخر قد يمنع المركزي الأوروبي من التحرك.
وأوضح محللون في بنك إتش. إس. بي. سي: "التضخم في انخفاض لكنه لم ينته بعد، وحتى إذا انخفضت أسعار الفائدة يوم الخميس، فإن المركزي الأوروبي لن يلتزم مسبقا بمزيد من التخفيضات، وسيعبر عن الحذر بشأن مسار الفائدة في المستقبل.