ارتفاع الأسهم الآسيوية على وقع مكاسب وول ستريت
ارتفعت الأسهم الآسيوية بعد أداء قوي آخر في وول ستريت، حيث سجلت الأسهم مستويات قياسية جديدة. وانخفض سعر النفط مع تراجع المخاوف بشأن مهاجمة إسرائيل لمنشآت الطاقة الإيرانية.
صعد مؤشر "إم إس سي آي" لآسيا والمحيط الهادئ بما يصل إلى 0.6% مع ارتفاع المؤشرات القياسية في أستراليا واليابان وتايوان. ومع ذلك، انخفضت الأسهم في الصين وهونغ كونغ، مع ترقب المستثمرين لمزيد من التحفيز من الحكومة الصينية.
قالت كريستينا هوبر، كبيرة استراتيجيي السوق العالمية في شركة "إنفيسكو"، لتلفزيون "بلومبرغ": أعتقد أنه من المهم للغاية أن نجمع عنصري التحفيز معاً، التحفيز النقدي والتحفيز المالي، وسنحصل على كليهما". وأضافت: "سيعالج التحفيز المالي المجالات الرئيسية التي أعتقد أنها ستؤدي إلى تحسينات تعود بالنفع على الاقتصاد والأسواق على المدى المتوسط والطويل".
أفادت منصة الإعلام الصينية "كايشين" (Caixin) أن الصين قد تجمع 6 تريليون يوان (846 مليار دولار) من السندات الحكومية الخاصة طويلة الأمد على مدى ثلاث سنوات كجزء من جهودها لتعزيز الاقتصاد المتعثر.
بدأت البلاد في فرض ضريبة تم تجاهلها منذ فترة طويلة على مكاسب الاستثمار في الخارج من قبل الأثرياء في البلاد، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. وتسلط هذه الخطوة الضوء على الحاجة الملحة المتزايدة داخل الحكومة لتوسيع مصادر إيراداتها مع تراجع مبيعات الأراضي وتباطؤ النمو.
ومع ذلك، هناك المزيد من علامات الضعف الاقتصادي، حيث أظهر تقرير صدر يوم الاثنين أن نمو الصادرات في سبتمبر ارتفع بشكل غير متوقع بنسبة 2.4% فقط بالقيمة الدولارية، مقارنة بالعام السابق إلى أدنى مستوى منذ مايو. وانخفض مؤشر الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بأكثر من 2% بين عشية وضحاها.
وقال ستيف برايس، رئيس قسم المعلومات في مجموعة "ستاندرد تشارترد" لحلول الثروات، على تلفزيون "بلومبرغ": "تحتاج الأساسيات إلى رؤية هذه الرياح الخلفية من السياسة لتحفيز الاقتصاد على التحرك مرة أخرى".
انخفض النفط بعد أن ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إسرائيل لا تخطط لضرب النفط الإيراني أو المنشآت النووية. وامتد ذلك ليضاف إلى الخسائر المحققة من يوم الاثنين بعد أن افتقرت إحاطة وزارة المالية الصينية المرتقبة في عطلة نهاية الأسبوع إلى حوافز جديدة محددة لتعزيز الاستهلاك في أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. وهبطت أسهم منتجي الطاقة الآسيويين.
في الوقت نفسه، وفي دليل على الطلب المرتفع تجاه أكبر إدراج في اليابان منذ ست سنوات، جمع الطرح العام الأولي لشركة "مترو طوكيو" 348.6 مليار ين (2.3 مليار دولار) بعد أن قامت الشركة بتسعير الأسهم عند أعلى النطاق المسوق، حسبما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر.
تترقب الأسواق أيضا الخطاب السنوي الذي يلقيه زعيم هونغ كونغ جون لي يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن يجعل تعزيز الاقتصاد أولوية، ويضع جدول أعمال يتضمن خفضا محتملا لضريبة المشروبات الكحولية، وإجراءات محتملة لتعزيز مكانة المدينة كمركز مالي.
مع استعداد تقارير الأرباح لدفع المعنويات الأميركية هذا الأسبوع، من المتوقع أن تدفع تقارير الأرباح معنويات وول ستريت. إذ ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنحو 1%، مسجلاً رقماً قياسياً آخر، هو السادس والأربعين هذا العام. وهذا يشير إلى أن المستثمرين لم يتراجعوا بسبب التوقعات المخفضة لنتائج الربع الثالث، بل إنهم يراهنون بدلاً من ذلك على أن موسم إعلان النتائج الحالي سيشهد مرة أخرى مفاجآت إيجابية.
اقترب مؤشر "إس آند بي 500" من 5860 نقطة، وسط حجم تداول ضئيل. أضاف مؤشر "ناسداك 100" 0.8%، فيما ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.5%. قادت شركة "إنفيديا كورب" مكاسب الشركات الكبرى، وحققت شركة "أبل" مكاسب، وتعافت شركة "تسلا" بعد هبوط أسهمها الأسبوع الماضي. وتقدمت أسهم "غولدمان ساكس" و"سيتي غروب" قبل إعلان النتائج.
انخفضت عوائد سندات الخزانة بشكل طفيف، يوم الثلاثاء، بعد إغلاق التداول النقدي بمناسبة عطلة الولايات المتحدة يوم الاثنين. وارتفع الين مقابل الدولار، على الرغم من أنه ظل غير بعيد عن مستوى 150 يناً، وهو المستوى النفسي الرئيسي.
انطلق موسم إعلان النتائج بشكل غير رسمي يوم الجمعة، بقيادة الشركات المالية الرائدة "جيه بي مورغان تشيس" و"ويلز فارغو". بالإضافة إلى البنوك الكبرى الأخرى التي ستعلن نتائجها هذا الأسبوع، سيولي المتداولون اهتماماً وثيقاً بنتائج شركات رئيسية مثل "نتفليكس" و"جيه بي هانت ترانسبورت سيرفيسز إنك".
أظهرت جولة أولية من النتائج المالية للربع الثالث الأسبوع الماضي، أن الشركات الأميركية تستفيد من انخفاض أسعار الفائدة في وقت مبكر من دورة تخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي، وفقاً لاستراتيجيي "بنك أوف أميركا"، بما في ذلك أوهسونغ كوون وسافيتا سوبرامانيان.
يتوقع المحللون أن تسجل شركات مؤشر "إس آند بي 500" أضعف نتائج لها في الأرباع الأربعة الماضية، بزيادة قدرها 4.3% فقط مقارنة بالعام الماضي، وفقاً لبيانات "بلومبرغ إنتليجنس". وفي الوقت نفسه، تشير إرشادات الشركات إلى ارتفاع بنحو 16%، ما يعني أن الشركات قد تتفوق بسهولة على توقعات السوق.
بالنسبة لسوليتا مارسيلي من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management)، فيجب أن تؤكد نتائج الربع الثالث أن نمو أرباح الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة، قوي في ظل خلفية مرنة.
وقالت: "نحافظ على نظرتنا الإيجابية للأسهم الأميركية، وكررت هدفها السعري لمؤشر "إس آند بي 500" عند 6200 نقطة بحلول يونيو 2025، ولا يزال لديها إعجاب بـ"المستفيدين من الذكاء الاصطناعي والأسهم عالية الجودة".
وفي أخبار أخرى، ناقش مسؤولو إدارة بايدن وضع حد أقصى لمبيعات شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة من شركة "إنفيديا"، وشركات أميركية أخرى على أساس خاص بكل بلد، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر، وهي خطوة من شأنها أن تحد من قدرات الذكاء الاصطناعي لدى بعض الدول.
استقرت عملة بتكوين بعد ارتفاعها بنسبة 5% يوم الاثنين، مدعومة بمؤشرات متزايدة على أن الإجراءات التنظيمية الأميركية لقطاع العملات المشفرة ستتحسن بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.