أمريكا تطالب بفرض عقوبات على التيتانيوم و البلاديوم من روسيا
طلبت أمريكا من حلفاء مجموعة السبع النظر في فرض عقوبات على البلاديوم والتيتانيوم الروسيين، وفقا لشخص مطلع على الأمر، حيث تدرس إدارة بايدن طرقا جديدة للضغط على آلة الحرب التي يديرها الرئيس بوتين.
أثار مسؤولون في إدارة بايدن هذه الإمكانية خلال اجتماع نواب وزراء المالية لمجموعة السبع يوم الثلاثاء في واشنطن، وفقا للشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة أمور خاصة. واجتمع مسؤولون ماليون من جميع أنحاء العالم في العاصمة الأميركية لحضور الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
طرحت أمريكا هذه الفكرة لتحفيز النقاش حول كيفية تضييق الخناق على اقتصاد روسيا بعد ما يقرب من 3 أعوام سنوات من أزمتها مع أوكرانيا،ويستخدم البلاديوم كمكون رئيسي في رقائق الحواسيب والمحولات الحفازة في السيارات، وهي مكونات أساسية في نظام عادم السيارة، في حين يدخل التيتانيوم في صناعة الطائرات والغرسات الطبية.
من التحديات الرئيسية في هذا السياق اعتماد أوروبا على هذه المعادن، حيث أبدت سابقا مقاومة لاستهدافها. كما أن أعضاء مجموعة السبع مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا سيحتاجون إلى دعم بقية أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ24 للمضي قدما في فرض مثل هذه العقوبات.
يشار إلى أن الولايات المتحدة أدرجت التيتانيوم الروسي في قائمة الحظر، لكن هذه المعادن تُعدّ ضرورية في تصنيع محولات الحفاز وأشباه الموصلات والطائرات، مما جعل الحكومات الغربية حذرة من وقف الإمدادات خشية التأثير على الأسواق العالمية وتعطيل سلاسل التوريد الخاصة بها، وامتنعت وزارة الخزانة الأمريكية عن التعليق.
صعوبات في التطبيق
لطالما واجهت الدول الغربية صعوبة في تحديد موقفها من فرض عقوبات على المعادن الروسية. ففي ديسمبر الماضي، ارتفع سعر البلاديوم بنسبة تصل إلى 12% بسبب تكهنات بإمكانية فرض قيود عليه بعد أن فرضت المملكة المتحدة عقوبات على شراء بعض المعادن الروسية. وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت أمريكا وبريطانيا قيودا على تداول الألومنيوم والنحاس والنيكل الروسي.
سيمثل فرض عقوبات على التيتانيوم أيضا ردا تصعيديا على اقتراح قدمه بوتين مؤخرا، حيث اقترح في سبتمبر أن تفكر حكومته في تقييد صادرات بعض السلع، مثل النيكل والتيتانيوم واليورانيوم، ردا على العقوبات الغربية، بشرط ألا تتسبب هذه القيود في الإضرار بروسيا، ولا تزال أمريكا تشتري البلاديوم الروسي، حيث تمثل شركة "نوريلسك نيكل" الروسية حوالي 40% من الإنتاج العالمي، وهي حصة يصعب استبدالها بسرعة.
بالنسبة للاتحاد الأوروبي تعتبر إمدادات كلا المعدنين من روسيا حيوية، خاصة التيتانيوم المستخدم في قطاع الطيران. وطلب بوتين من حكومته دراسة تقييد صادرات التيتانيوم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويؤثر سلبا على شركات تصنيع الطائرات الأوروبية مثل "إيرباص".