فوز ترمب رهان رابح على ارتفاع التضخم والفائدة
يراهن خبراء اقتصاديون على ارتفاع التضخم في حال تم انتخاب الرئيس السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترمب، هذا الأسبوع. وتخطط شركة الأبحاث كابيتال إيكونوميكس لرفع توقعاتها لأسعار الفائدة في مثل هذا السيناريو، لأن خبيرها الاقتصادي، توماس راين، يعتقد أن رد فعل الاحتياطي الفيدرالي سيكون التراجع عن خفض أسعار الفائدة.
وفقا لـ «مجلة فورتشن» قال راين، في إشارة إلى سعر الفائدة الذي تقرض به البنوك والمؤسسات الأخرى الأموال لبعضها بعضا: "إذا انتُخِب، سنرفع توقعاتنا للأموال الفيدرالية نحو 50 نقطة أساس".
نحن على 3 أيام من الانتخابات الرئاسية، ولا يزال عالم الإسكان في حالة جمود. لدى المرشحين خطط للإسكان، لكن التضخم يلعب دورا رئيسا: قد يدفع الأسعار نحو الارتفاع حتى في حال تحوط العقارات لذلك.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك 2.4% فقط في سبتمبر عن مستواه قبل عام، وهذا قريب جدا من هدف الفيدرالي. ولا ننسى أن البنك المركزي دخل في دورة تخفيض في الشهر نفسه، فخفض سعر الفائدة الرئيسي 50 نقطة أساس.
في يونيو، وقع 16 من خبراء الاقتصاد الحائزين على جائزة نوبل على رسالة، معربين فيها عن قلقهم من أن تؤدي مقترحات ترمب إلى إعادة تنشيط التضخم.
وفي الآونة الأخيرة قال 68% من خبراء الاقتصاد الذين استطلعت صحيفة وول ستريت جورنال آراءهم: إن التضخم من المرجح أن يكون أعلى في ظل رئاسة ترمب. ومن ناحية أخرى، قال 12% الأمر نفسه عن رئاسة كامالا هاريس. والواقع أن التضخم المحموم للغاية هو ما أدى إلى مشهد الإسكان المتعثر.
ارتفعت أسعار المساكن بالفعل خلال الجائحة، لكن عندما بلغ التضخم أعلى مستوى له في 4 عقود، ودفع الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بحدة، تبعت ذلك الفائدة العقارية بشكل غير مباشر وتعثرت سوق الإسكان.
إذا فازت هاريس "لن يتغير شيء مهم من حيث السياسة الضريبية، وسياسة الإنفاق، والسياسة التنظيمية. لذا سيكون التضخم كما هو الآن، متماشيا مع هدف الفيدرالي". لكن إذا فاز ترمب "من المرجح جدًا أن يكون التضخم أعلى"، كما قال، مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في موديز.
اتفق راين مع زاندي، وذكر لفورتشن أن سياسات ترمب المقترحة تضخمية، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية والهجرة وتخفيضات الضرائب.
في كلتا الحالتين، يتفق الخبيران الاقتصاديان على أن أسعار المستهلك ستكون أعلى تحت رئاسة ترمب. وهذا يشير إلى أن الخطوة الأولى التي قد يتخذها الفيدرالي ستكون التوقف عن خفض الفائدة. من الممكن أن يرفع الفيدرالي أسعار الفائدة إذا لزم الأمر، لكن من المرجح أن يحجم عن ذلك لبرهة.
ولأن لا شيء سيتغير إذا فازت هاريس، يعتقد راين أن رئاستها لن تدفع الفيدرالي إلى تغيير مساره، لأن "سياساتها المقترحة ليست قريبة من التضخم"، وإن ذكرت أيضا الإنفاق الممول بالعجز.
ولا يعني هذا أن كل شيء سيكون مثاليا إذا فازت هاريس، بل سيظل الإسكان متعثرا إلى حد كبير. ربما يكون هناك انتعاش صغير، وقد تنخفض الفائدة العقارية قليلا.
تراجعت الفائدة العقارية ترقبا لخفض الفائدة الأول والوحيد من الفيدرالي حتى الآن. لكن لم يعد الحال كذلك، فقد عاودت الارتفاع: جاءت أحدث قراءة يومية لمتوسط المعدل الثابت لمدة 30 عاما عند 7.09%. قال زاندي: إن جزءا من ذلك له علاقة "بتوقعات فوز ترمب، وذلك سيؤدي إلى ارتفاع التضخم وعجز أكبر في الميزانية. وهذا يؤثر بالفعل في الفائدة العقارية".
ذكر راين أيضا أنه مع ارتفاع احتمالات فوز ترمب، ترتفع سندات الخزانة لأجل 10 أعوام، وهذا يؤثر في الفائدة العقارية. كلما ارتفعت الفائدة العقارية، أو كلما طالت مدة ارتفاعها، أصبحت سوق الإسكان أكثر تقييدا.