الثقافة .. العامل المنسي والحاسم في معالجة تغير المناخ

الثقافة .. العامل المنسي والحاسم في معالجة تغير المناخ
مساع لإعطاء الثقافة دورا أكثر في كوب 29.

تسعى شخصيات ثقافية من مختلف أنحاء العالم إلى إدراج الفنون والثقافة والتراث رسميا في البيان الختامي لقمة كوب 29، إلى جانب القضايا الرئيسية المطروحة في هذه الاجتماعات المتعلقة عادة بخفض انبعاثات الكربون، وبناء الطاقة المتجددة وحشد التمويل المناخي لدعم الدول الضعيفة.

ويشهد هذا العام، سعيا ملحوظا لضمان إعطاء الثقافة دورا أكثر بروزا والحصول على مقعد أكبر على الطاولة في الاجتماعات المستقبلية، بحسب صحيفة ذي آرت.

يزعم نشطاء الفنون أن الثقافة يمكن أن تلعب دورا في معالجة أسباب تغير المناخ ومساعدة المواقع الثقافية على التكيف مع الطقس القاسي.

دورين دوبوا، رئيسة السلطة التنفيذية لقطاع الثقافة في اليونيسكو، وصفت الثقافة بأنها "العامل المنسي والحاسم في قضية تغير المناخ"، خلال حديثها في اجتماع يناقش السعي للاعتراف رسميا بالثقافة في مؤتمر كوب 29.

قالت "نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على تأثير تغير المناخ في الثقافة، فمثلا، على مسارنا الحالي، وبحلول عام 2100، من المحتمل أن نفقد جميع الشعاب المرجانية المدرجة في قائمة التراث العالمي، وستختفي 60% من الأنهار الجليدية المدرجة في قائمة التراث العالمي"، وبالنسبة إلى التراث الحي، أضافت أن "الوضع مقلق للغاية لأننا نتحدث عن فقدان عديد من المواقع".

وأكدت دوبوا أيضا أنها تشعر بأن للقطاع دورا مهما ونشطا في معالجة أسباب تغير المناخ - وهو دور يستحق الاهتمام على مستوى الأمم المتحدة، وغالبا ما تكون مواقع التراث الطبيعي، مثل الغابات والمواقع البحرية، بمنزلة أحواض كربون مهمة للغاية".

من جهتها، ساعدت ماهناز فانسي، الباحثة الفنية الرئيسية في وزارة الثقافة في الإمارات، في تنسيق الحملة، التي تحظى بالفعل بدعم نحو 40 دولة وأكثر من 1500 منظمة من منظمات المجتمع المدني.

وقالت فانسي "من خلال مناصرتنا، يمكننا إدراج الثقافة في الإطار الرئيسي للأمم المتحدة حتى تكون بجانب تمويل المناخ والابتكار التكنولوجي والقضايا الكبرى الأخرى، والمهم هو الحصول على مقعد على الطاولة".

ومن الأمثلة التي قدمتها فانسي لكيفية مساعدة الفن في معالجة أسباب تغير المناخ، المعرض الذي أشرف عليه المهندس المعماري وائل الأعور لجناح الإمارات في بينالي البندقية للعمارة في 2021.

واستعرض المعرض، أسمنتا جديدا مبتكرا وصديقا للبيئة، والذي يمكن أن يقلل من التأثير المناخي لصناعة البناء، خاصة أن تصنيع الأسمنت يمثل نحو 8% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.

الأكثر قراءة