"فاو": ارتفاع القيمة الزراعية العالمية 89 % خلال عقدين .. 3.8 تريليون دولار
أظهر تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) اليوم الاثنين ارتفاع القيمة الزراعية العالمية بنسبة 89 % خلال العقدين الماضيين، لتصل إلى 3.8 تريليون دولار .
وقدم الكتاب الإحصائي السنوي للمنظمة لعام 2024،نظرة متعمقة عن أهم الاتجاهات التي تشكل أنظمة الأغذية الزراعية العالمية، وسلط إصدار هذا العام الضوء على التحديات الحرجة، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة على الأرض، والصراع العالمي المستمر مع انعدام الأمن الغذائي إلى جانب زيادة معدلات السمنة، والضغوط البيئية التي يواجهها الإنتاج الزراعي.
وقال لـ" الاقتصادية" جياكومو مارتيلا أخصائي الاتصالات والإعلام في "فاو" أن الكتاب الإحصائي يقدم تحليلاً شاملاً للاتجاهات الناشئة والتحديات المستمرة في إنتاج الغذاء والأمن الغذائي والتغذية والتأثير البيئي لأنظمة الأغذية الزراعية، مبينا أنه بالاستفادة من ثروة من البيانات التي جمعها إحصائيو منظمة الأغذية والزراعة، يلخص المنشور العوامل الرئيسية المؤثرة في أنظمة الأغذية الزراعية العالمية.
تم تنظيم إصدار 2024 في 4 فصول موضوعية تغطي: الأبعاد الاقتصادية للزراعة، إنتاج السلع الأساسية وتجارتها وأسعارها، الأمن الغذائي والتغذية، والاستدامة والجوانب البيئية للزراعة.
وقال خوسيه روزيرو مونكايو، كبير الإحصائيين في منظمة الأغذية والزراعة ومدير قسم الإحصاء: "إن البيانات والإحصاءات الدقيقة وعالية الجودة في الوقت المناسب هي حجر الزاوية لتصميم السياسات الصلبة"، مضيفا: "يقدم هذا الإصدار من الكتاب الإحصائي السنوي لمنظمة الأغذية والزراعة تقديرات جديدة على مستوى الدولة بشأن العمالة في أنظمة الأغذية الزراعية كعلامة على انتقال إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة إلى تقديم معلومات متسقة عن حالة أنظمة الأغذية الزراعية في العالم. كما يتضمن مجموعة بيانات جديدة حول البيانات المتعلقة بالنظام الغذائي، وهو إنجاز مهم لفهم ما يأكله الناس وكيف يؤثر ذلك على النتائج الغذائية".
ومن أبرز النقاط التي وردت في هذ الكتاب الإحصائي، ظل إسهام الزراعة في الناتج الاقتصادي العالمي مستقرة نسبيًا، وانخفضت نسبة القوى العاملة العالمية العاملة في الزراعة، من 40% في 2000 إلى 26% في 2022. كما استمر إنتاج الغذاء في الارتفاع، لكن الجوع لا يزال يمثل مشكلة مستمرة في 2023، كان هناك ما بين 713 و757 مليون شخص يعانون من سوء التغذية. وبالنظر إلى النطاق المتوسط (733 مليونًا)، فإن هذا يزيد بنحو 152 مليون شخص عن 2019.
يعيش معظم الأشخاص الذين يعانون سوء التغذية في آسيا، على الرغم من أن انتشار سوء التغذية هو الأعلى في إفريقيا. كما أرتفعت معدلات السمنة أيضا، خاصة في المناطق ذات الدخل المرتفع، حيث يعاني أكثر من 25% من البالغين في الأمريكتين وأوروبا وأوقيانوسيا السمنة، ما يعكس التحدي العالمي المتمثل في ضمان الوصول إلى الغذاء الصحي والمغذي.
وبلغ الإنتاج العالمي للمحاصيل الأولية 9.6 مليار طن في 2022، بزيادة قدرها 56% مقارنة بعام 2000. وتمثل المحاصيل الأساسية مثل قصب السكر والذرة والقمح والأرز معًا ما يقرب من نصف إنتاج المحاصيل العالمي. كما زاد إنتاج اللحوم بنسبة 55% من 2000 إلى 2022، حيث يمثل الدجاج أكبر حصة من هذا الارتفاع.
في 2022، تم إنتاج 361 مليون طن من اللحوم على مستوى العالم، حيث تفوق الدجاج على لحم الخنزير بوصفه أكثر أنواع اللحوم إنتاجًا. وزاد استخدام المبيدات الحشرية بنسبة 70% بين عامي 2000 و2022، حيث تمثل الأمريكتان نصف استخدام المبيدات الحشرية العالمي في 2022.
وبلغت الأسمدة غير العضوية المستخدمة في الزراعة 185 مليون طن من العناصر الغذائية في 2022، حيث بلغت نسبة النيتروجين 58% من هذه الكمية. ويمثل هذا زيادة بنسبة 37% مقارنة بعام 2000. كما نما إنتاج الزيوت النباتية بنسبة 133% بين عامي 2000 و2021، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادة إنتاج زيت النخيل.
ويقول الكتاب الإحصائي إن انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري من أنظمة الأغذية الزراعية ارتفعت بنسبة 10% بين عامي 2000 و2022.
وزادت انبعاثات المزارع بنسبة 15% خلال الفترة نفسها، حيث أسهمت الثروة الحيوانية بنحو 54% من هذه الانبعاثات. ولا تزال ندرة المياه تشكل مصدر قلق متزايد في مناطق مثل الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، حيث تواجه عديدا من البلدان ضغوطًا مائية شديدة، ما يؤثر في استدامة الإنتاج الزراعي. تسحب معظم دول الخليج سنويا ما يراوح بين 9 و40 ضعفًا تقريبًا من موارد المياه العذبة المتجددة المتاحة لديها.