متداولو العملات يراهنون على تقلبات السوق في عهد ترمب

متداولو العملات يراهنون على تقلبات السوق في عهد ترمب
عميل يعد أوراقاً نقدية من فئة الدولار وأخرى من فئة اليورو داخل مكتب صرافة في إسطنبول. "بلومبرغ"

يراهن متداولو العملات على أن أجندة سياسات الرئيس الأميركي المنتخب حديثاً دونالد ترمب ستعيد إشعال التقلبات في سوق الصرف الأجنبي، التي تبلغ قيمتها 7.5 تريليون دولار يومياً.

بعد أعوام من التحركات المستقرة، شهد مؤشر التقلبات السنوية لسعر صرف اليورو مقابل الدولار ارتفاعاً ملحوظاً عقب الانتخابات الأمريكية. وتتجه صناديق التحوط إلى شراء عقود الخيارات التي تدفع أرباحاً إذا زادت تقلبات العملات، فيما أجرى الاستراتيجيون مراجعات جذرية لتوقعاتهم بشأن العملات.

ورغم أنه لم يتضح بعد مدى السرعة التي سينفذ بها ترمب سياسات مثل الرسوم الجمركية التي قد تلحق أضراراً كبيرة بعملات مثل اليورو، فإن المستثمرين يدركون أن عدم القدرة على التنبؤ ستكون السمة الأبرز لفترة ولايته. كما أن ردود فعل الدول على تدابير ترمب وتأثيرها على الأسواق تضيف مزيداً من الغموض.

عودة الطلب على العملات
قال جوليان فايس، رئيس قسم خيارات العملات الأجنبية لمجموعة العشر لدى "بنك أوف أمريكا": "إنها بيئة تجعل سوق الصرف الأجنبي أكثر إثارة للاهتمام"، مشيراً إلى أن الطلب على المنتجات طويلة الأجل قد انتعش. وأضاف أن "أي صندوق تحوط في العالم، حتى لو كان يركز على الأسهم، بدأ فجأة في زيادة تعرضه للعملات الأجنبية".

هذا الاتجاه يمثل تحولاً جذرياً عن الأعوام القليلة الماضية، عندما كانت البنوك المركزية ترفع أسعار الفائدة ثم تخفضها بالتزامن مع فترة من الهدوء الشديد. أما الآن، فإن سياسات "أمريكا أولاً" التي يتبناها ترمب والمتوقع أن ترفع التضخم محلياً، تجعل المتداولين يتوقعون فجوة أوسع بين سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي ونظرائه، مما سيكسر النطاق الضيق الذي شهدته أزواج العملات الرئيسية مثل اليورو مقابل الدولار لأعوام.

خفضت البنوك توقعاتها بشأن سعر صرف زوج اليورو مقابل الدولار عقب الانتخابات الأمريكية، مع ترجيح هبوطه نحو مستوى التعادل في القيمة.

وقال دومينيك بونينغ، رئيس استراتيجية مجموعة العشر لدى "نومورا" (Nomura): "نتوقع أن تؤدي سياسات ترمب المحتملة إلى توفير مساحة أكبر لتباين الاقتصاد الكلي، مما سيؤدي إلى تحركات أكبر في سوق صرف العملات الأجنبية".

العملات الأكثر عرضة للتقلبات
كما تدعم التوقعات بدولار أقوى في عهد ترمب فرضية ارتفاع تكاليف التحوط، حيث تكون العلاقة بين الدولار والتقلبات في ذروتها عندما يكون الطلب على العملة الأميركية مرتفعاً.

ويقول متداولو عقود الخيارات في "ناتويست غروب" (NatWest Group Plc) إن النشاط يتركز بشكل خاص حول الرهانات على تحركات اليورو والدولار الأسترالي والين الياباني مقابل الدولار الأمريكي، فيما يشير متداولو "يو بي إس غروب" (UBS Group AG) إلى أن الرهانات على ضعف اليوان الصيني كانت أيضاً خياراً شائعاً.

وأوضح هنري درايسدال، الرئيس المشارك لتداول خيارات العملات في "ناتويست"، أن "العملات الأكثر تعرضاً للرسوم الجمركية وسياسات ترمب ستظل مفضلة لدى المتداولين الذين يركزون على التقلبات في السوق".

التقلبات والمخاطر المتوقعة
بالطبع، هناك خطر يتمثل في أن جزءاً كبيراً من الاضطرابات المتوقعة قد يكون سُعر في الأسواق في الفترة التي تسبق تنصيب ترمب، مما قد يؤدي إلى تقلبات أقل من المتوقع على المدى الطويل. وهذا ما حدث خلال فترة ولايته السابقة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن سياسات مثل الرسوم التجارية استغرقت وقتاً أطول من المتوقع لتنفيذها.

لكن هذه المرة، قد تؤدي سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ إلى تنفيذ السياسات بشكل أسرع وأقوى. كما أن التغريدات اليومية للرئيس قد تضيف مزيداً من المفاجآت لحركة العملات اليومية، وهو سيناريو يتذكره المتداولون جيداً من فترة ولايته السابقة.

وقال شهاب جالينوس، رئيس قسم أبحاث العملات العالمية لدى "يو بي إس"، إن "2025 سيكون عاماً مليئاً بالتقلبات وعدم اليقين. ما زلنا لا نعرف ما الذي سيحدث في عهد ترمب، وهناك الكثير من التيارات المتعارضة".

الأكثر قراءة