«كوب 16» .. مساع سعودية لتسريع التعاون الدولي بشأن وقف تدهور الأراضي
انطلق في الرياض اليوم مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر "كوب 16" والذي يعقد لأول مرة في الشرق الأوسط وسط مساع سعودي لتسريع التعاون الدولي لوقف تدهور الأراضي والجفاف والتصحر.
وزير البيئة السعودي عبدالرحمن الفضلي، قال خلال كلمة في افتتاح المؤتمر إن التقارير الدولية تشير إلى تدهور أكثر من 100 مليون هكتار من الأراضي الزراعية والغابات والمراعي سنويا، وهذا يؤثر على أكثر من 3 مليارات شخص حول العالم.
الفضلي طالب بزيادة الجهود الدولية على كافة المستويات لمواجهة التحديات قائلا : إن الأمر سيؤدي إلى خسائر تقدر بنحو 6 تريليونات دولار سنويا، إضافة إلى أضرار في التنوع البيولوجي وتغير المناخ، ما سيؤدي إلى زيادة الهجرة وعدم الاستقرار والأمن في المجتمعات"
ويهدد التصحر أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم مع حلول 2050، بعد أن ارتفعت حالات الجفاف ومدتها بنسبة 29 % منذ عام 2000، مقارنة بالعقدين السابقين، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأعلن الفضلي عن إطلاق شراكة الرياض العالمية لمواجهة الجفاف، بدعم من حكومة السعودية بمبلغ 150 مليون دولار على مدى 10 سنوات مقبلة. مشيرا إلى تنفيذ استراتيجية وطنية للزراعة لتعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي والإدارة المستدامة للأراضي، وأخرى للأمن الغذائي لخفض الهدر إلى 50 %.
وأكد حرص بلاده على رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 50% في 2030 وخفض الانبعاثات الكربونية، بالتزامن مع إنشاء صندوقا للبيئة ومبادرة السعودية الخضراء، و5 مراكز بيئية متخصصة لتتماشى مع أفضل المعايير الدولية، واعتماد استراتيجية وطنية لتعزيز المحافظة على المياه والزراعة واستدامتها.
تأهيل 74 مليون هكتار من الأراضي
تدرك الرياض الدور الرئيسي الذي تلعبه الأراضي من خلال مبادرة السعودية الخضراء، التزمت المملكة بإعادة تأهيل أكثر من 74 مليون هكتار من الأراضي، وتم بالفعل إعادة تأهيل 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، وزراعة 49 مليون نبتة وشجيرة منذ العام 2021.
منذ 1970، كانت مخاطر الطقس والمناخ والمياه مسؤولة عن 50 % من جميع الكوارث والفيضانات، و45 % من جميع الوفيات المبلغ عنها، و9 من كل 10 من هذه الوفيات حدثت في البلدان النامية، بحسب تقرير سابق لـ"الامم المتحدة".
رئاسة المملكة لمؤتمر الأطراف (كوب 16) تقدم حدثاً استثنائياً من حيث الحجم والطموح، وتلتزم أيضاً برفع مستوى الوعي العالمي بالقضايا والحلول ذات الصلة بتدهور الأراضي والجفاف والتصح، لضمان قدرة القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمع العلمي على الالتقاء لتبادل الأفكار وإيجاد الحلول العاجلة وتمويلها.
السعودية ومكافحة الجفاف
قال أمين اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو خلال كلمته في المؤتمر اليوم، إن السعودية دعمت أعمال مكافحة الجفاف وإصلاح الأراضي عبر مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسك الأخضر.
ويشهد العالمي مرحلة مفصلية؛ إذ أن إصلاح الأراضي من الأدوات الأكثر فعالية في مواجهة التحديات الأكبر في عالمنا، بحسب ثياو الذي أشار إلى أن الضيافة في السعودية ليست مجرد تقليد بل أسلوب حياة متجذر في مجتمعها، تشعرك وكأنك في دارك"
يذكر أن السعودية تعمل على تسريع التعاون الدولي لوقف تدهور الأراضي وعكس مساره بالاعتماد على الجهود الحثيثة، مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ومبادرة مجموعة العشرين العالمية للأراضي.