صناعات عربية غير تقليدية بنهج استثماري جديد .. الأدوية نموذجا

صناعات عربية غير تقليدية بنهج استثماري جديد .. الأدوية نموذجا

شكلت حصة الصادرات العربية 5.8 % من الصادرات العالمية عام 2023، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 1.4 تريليون دولار أمريكي، وفق تقرير منظمة الإسكوا.

الطاقة تستحوذ على معظم الصادرات العربية باعتبار أن قرابة نصف بلدان المنطقة غنية بالنفط والغاز، ما يجعل صادراتها منهما تمثل في المتوسط 60 % من مجموع صادرات المنطقة.

انعكس تباطؤ الطلب العالمي على مواد الطاقة على الصادرات العربية، حيث سجل إجمالي هذه الصادرات انخفاضا بـ11.4 % في 2023. في المقابل، استطاعت الصادرات غير الطاقية ذات المنشأ الوطني تحقيق اتجاهات متباينة، مكنتها من تخفيف نسبة التراجع، قياسا بنظيرتها النفطية، إلى 4 % فقط.

في السنوات الأخيرة، اختارت دول عربية نهج استثماري جديد، بهدف الانفتاح على قطاعات أخرى غير تقليدية. وقد استطاعت بفضل التوجه الجديد، وفق تقرير الإسكوا، إقامة صناعات رائدة، مكنتها من تسجيل حضور نوعي في الأسواق العالمية بعيدا عن مواد الطاقة.

تعد الصناعة الدوائية في السعودية مثالا عن الصناعات العربية الصاعدة، فقد سجلت سوق الأدوية نموا لافتا قدره 25 % ما بين عام 2019 و2023، وحققت العام الماضي ما قدره 9.4 مليارات دولار أمريكي، مع توقعات بوصولها 11.7 مليار دولار عام 2033.

تأتي السعودية في صدارة سوق الأدوية بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، باستحواذها على نحو 32 % من إجمالي حصة المنطقة، مع ارتفاع معدلات التوطين. وبلغت قيمة صادرات قطاع الأدوية 556.6 مليون دولار خلال العام الماضي، محققة بذلك ارتفاعا بـ33 %.

تمكن المغرب من انتزاع بطاقة الدخول إلى نادي صناعة السيارات، بعد نجاحه في تصدير السيارات المغربية إلى أكثر من 70 سوقا عالمية، فخلال عام 2023 أنتج المغرب أكثر من 536 ألف سيارة تعمل بالوقود، ونحو 40 ألف سيارة كهربائية.

أصبح المغرب أكبر مصدر للسيارات إلى الاتحاد الأوروبي، متجاوزا عمالقة آسيا في هذه الصناعة (اليابان وكوريا...)، بعدما حققت صادراته من السيارات نحو الاتحاد الأوروبي زيادة بنحو 30 % مقارنة بالعام السابق، وعوائد بقيمة 16.4 مليار دولار.

نجحت مصر بدورها في تحقيق قفزة في صناعة الأسمدة، لتتحول من مستورد إلى مصدر رئيسي نحو جميع أنحاء أوروبا والمنطقة العربية والهند وتركيا. لقد بلغت صادرات الأسمدة المصرية نحو 2.46 مليار دولار عام 2023، ويتوقع رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة ارتفاع الصادرات خلال العام الجاري إلى 8.5 مليار دولار.

في حين استطاعت صناعة الألبسة في الأردن اختراق أكثر من 60 سوقا في العالم، فصادرات هذه الصناعة حققت قيمة إجمالية قدرها 2.1 مليار دولار في 2023. وارتفعت هذه الصادرات خلال الأشهر 7 من العام الجاري بنحو 23 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، محققة عوائد بقيمة 1.34 مليار دولار.

هي قصص لصناعات عربية غير تقليدية دخلت العالمية، بقدرتها على منافسة، وأحيانا تجاوز دول عرفت بأنها موطن بعض هذه الصناعات، ما يعني أن توجه حكومات هذه الدول نحو خيار تنويع موارد الاقتصاد الوطني، بالانفتاح على صناعات جديدة، سياسة حكيمة بدأت تعطي أكلها في ظرف وجيز.

الأكثر قراءة