ماذا ينتظر المقترضون الأمريكيون من اجتماع "الفيدرالي" اليوم ؟
ينتظر الأمريكيون اليوم تخفيف الحمل من على كاهلهم ولو بشكل طفيف من تكاليف الاقتراض الباهظة، حيث يعقد الفيدرالي اليوم اجتماعه الأخير في 2024 والذي يرجح بنسبة كبيرة، إقرارا بخفض أسعار الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية.
صناع السياسات في البنك المركزي يتوقعون خفض الفائدة الرئيسي مرتين أو 3 فقط في 2025 بدلا من خفض الفائدة 4 مرات كما تصوروا قبل 3 أشهر، حيث فسر الفيدرالي تحركاته بوصفها "إعادة معايرة" للأسعار المرتفعة للغاية التي كانت تهدف إلى ترويض التضخم، الذي بلغ أعلى مستوى له في 4 عقود في 2022.
مع انخفاض التضخم الآن كثيرا عند 2.3% في أكتوبر، وفقا لمقياس بنك الاحتياطي الفيدرالي المفضل، نزولا من ذروة بلغت 7.2% خلال يونيو 2022، يزعم عديد من مسؤولي الفيدرالي أن الفائدة لا تحتاج إلى أن تكون مرتفعة للغاية.
التضخم ظل عالقا فوق هدف الفيدرالي البالغ 2% الأشهر الأخيرة بينما استمر الاقتصاد في النمو بسرعة، حيث أظهر تقرير التضخم الشهري أن الأمريكيين خاصة أولئك الذين لديهم دخول أعلى، ما زالوا على استعداد للإنفاق بحرية، وبالنسبة إلى بعض المحللين فإن هذه الاتجاهات تزيد من احتمال أن يؤدي مزيد من التخفيضات إلى تعزيز الاقتصاد بشكل مفرط، وبالتالي إبقاء التضخم مرتفعا.
الرئيس المنتخب دونالد ترمب اقترح مجموعة من التخفيضات الضريبية على إعانات الضمان الاجتماعي، والدخل الإضافي، ودخل العمل الإضافي، إضافة إلى تقليص اللوائح. وبشكل جماعي قد تحفز هذه التحركات النمو. وفي الوقت نفسه، هدد ترمب بفرض مجموعة متنوعة من التعريفات الجمركية والسعي إلى ترحيل المهاجرين بشكل جماعي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تسريع التضخم.
رئيس المركزي الأمريكي جيروم باول ومسؤولون آخرون في المجلس، قالوا إنهم لن يتمكنوا من تقييم الكيفية التي قد تؤثر بها سياسات ترمب في الاقتصاد أو قراراتهم بشأن الفائدة حتى توفر مزيد من التفاصيل، ويصبح من الواضح مدى احتمالية إقرار مقترحات الرئيس المنتخب بالفعل. وحتى ذلك الحين كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية في الأغلب سببا في زيادة حالة عدم اليقين المحيطة بالاقتصاد.
في كلتا الحالتين يبدو من غير المرجح أن يتمتع الأمريكيون بتكاليف اقتراض أقل بكثير في أي وقت قريب، كان متوسط سعر الرهن العقاري لمدة 30 عاما الأسبوع الماضي 6.6% وفقا لشركة الرهن العقاري فريدي ماك، وهو أقل من ذروة 7.8% التي تم الوصول إليها في أكتوبر 2023، لكن أسعار الرهن العقاري البالغة 3% تقريبا التي كانت موجودة لمدة عقد تقريبا قبل الوباء لن تعود في المستقبل المنظور.
مسؤولو الفيدرالي أكدوا أنهم يبطئون تخفيضات الفائدة مع اقتراب سعر الفائدة القياسي من مستوى يشير إليه صناع السياسات بأنه "محايد"، وهو المستوى الذي لا يحفز الاقتصاد ولا يعوقه.