عام الحرف اليدوية .. تراثٌ يثري السياحة ويستثمر مستقبلا

يشكّل إعلان السعودية تسمية العام المقبل بـ"عام الحرف اليدوية" خطوةً مُلهمة تعكس رؤيتها الطموحة للحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز التراث الوطني، وخطوة إستراتيجية تؤكد العلاقة بين التراث والسياحة، وتجعل من الثقافة فرصة اقتصادية واعدة.
الحرف اليدوية ليست مجرد فنون تقليدية، بل هي جزءٌ من ذاكرة الوطن الحيّة وقصص أجياله، تُبرز عراقة الماضي، وتجسّد التنوّع الثقافي الذي تتمتع به بلادنا، وتحكي لنا تاريخنا العريق، وتُعبّر عن عاداتنا وتقاليد مدنِنا الأصيلة. فكلّ قطعة من هذه الأعمال تحمل تفاصيل حياة أجدادنا، الذين حافظوا على مدى السنين على هويتنا العربية الأصيلة في الشجاعة والكرم والضيافة وصلة الرحم.
نؤمن في صندوق التنمية السياحي، بأن السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي جسور تربط بين الحضارات، وتجربة تُثري الزائر للسعودية بمزيج من الأصالة والتنوّع. وفي قلب هذه الجسور، تقف الحرف اليدوية كرمزٍ يعكس عراقة السعودية وتاريخها الممتد عبر الأجيال. حيث ندرك أن الحرف اليدوية تشكّل فرصة لإبراز الوجه الحقيقي للسعودية كوجهةٍ عالميةٍ تستقطب الزوار لاكتشاف عمق حضارتها وتنوعها الثقافي. نظرتنا في الصندوق تتجاوز دعم الحرف اليدوية كفنون تراثية، نحن نرى فيها فرصة إستراتيجية لبناء هوية سياحية فريدة تربط بين الماضي والمستقبل. من خلال الدعم غير المالي مثل: برنامج مسرعة الحرف اليدوية والهدايا التذكارية وبرامج التمكين المالي مثل: برامج تمكين السياحة، نعمل على تمكين الحرفيين السعوديين لتحويل إبداعاتهم إلى منتجات تُبرز ثقافة مناطق السعودية وتجعلها جسراً يصلنا بالسياحة العالمية.
في الوقت الذي نستثمر فيه في تمكين الحرفيين، فإننا نستثمر أيضاً في تنمية القطاع السياحي، حيث يفتح دعم الحرف اليدوية الأبواب لتطوير مسارات سياحية جديدة قائمة على التجارب الثقافية الأصيلة. هذه المبادرات تعزز من جاذبية السعودية، وتسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 من خلال بناء اقتصاد مزدهر يعتمد على التنوع والإبداع.
احتفاءنا بـ"عام الحرف اليدوية" ليس مجرد تكريم للتراث، بل هو استثمار إستراتيجي يُسهم في تعزيز جاذبية السعودية كوجهة سياحية. فعندما يحمل الزائر لها قطعةً من تراثنا، فإنه يحمل معه جزءاً من قصتنا إلى العالم. الحرف اليدوية تمثل نافذة نُطل من خلالها على مستقبل مشرق، حيث يصبح كل حرفي سعودي جزءاً من رسالة ثقافية تعبر عن أصالة السعودية وتنوعها.
إن "عام الحرف اليدوية" فرصة لإبراز الهوية الثقافية للسعودية على الساحة العالمية. وجعل الحرف اليدوية عنصراً أساسياً في التجربة السياحية يؤكد أن السياحة في السعودية ليست مجرد تجربة، بل هي رحلة تُلهم الزوار، وتربط الماضي بالحاضر، وتمهد الطريق نحو مستقبلٍ يحمل ثقافتنا إلى العالمية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي