مايكروسوفت تؤهل 14 ألف سعودي على الذكاء الاصطناعي وتمكن المؤسسات من اتخاذ القرارات
مكنت شركة مايكروسوفت العربية عقب نقل مقرها الإقليمي إلى السعودية، أكثر من 14 ألف سعودي بمهارات الذكاء الاصطناعي درب خلال الأشهر الماضية، من إجمالي 100 ألف مقرر تدريبهم وتأهيلهم وفق مبادرة مهارات المستقبل، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" تركي باضريس رئيس الشركة.
وقال باضريس، إن تمكين الأفراد بمهارات الذكاء الاصطناعي لا يتعلق فقط بالاستعداد لوظائف المستقبل، بل يركز على استغلال الإمكانات الحالية لدعم الابتكار وتحقيق النمو، بما يعزز قدرات الأفراد والمؤسسات على التكيف مع عصر الذكاء الاصطناعي، لتُصبح التكنولوجيا ركيزة لتحويل الأفكار إلى إنجازات.
أضاف أن الشركة تعمل على تمكين المؤسسات من اتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات والرؤى بكفاءة أعلى، وتوفير حلول مبتكرة مصممة خصيصا، لتلبية احتياجات المشهد الاقتصادي الديناميكي في السعودية، وذلك من خلال دمج القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي مع قدرات الحوسبة السحابية.
أشار إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعي شهدت تطورا سريعا في السعودية، حيث تحولت من مفهوم مستقبلي إلى ما يعده الخبراء اليوم تكنولوجيا شاملة لكافة الاستخدامات في عصرنا الحالي، مشابها بذلك تأثير الكهرباء والإنترنت وغيرها من الابتكارات التكنولوجية التي أثرت بشكل كبير على الحياة.
وتسهم التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي على الصعيد السعودي في إحداث نقلة نوعية في مختلف القطاعات، مثل: الرعاية الصحية والطاقة والتمويل والتعليم، وذلك من خلال تعزيز الابتكار، وزيادة الكفاءة، وصنع فرص اقتصادية جديدة.
وتوقع باضريس أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 135 مليار دولار في اقتصاد السعودية بحلول 2030، ما يعادل 12% من الناتج المحلي الإجمالي، بفضل الاستثمارات الإستراتيجية والأهداف الطموحة التي تتضمنها رؤية السعودية 2030.
وتشير التقارير إلى أن المؤسسات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي تحقق عوائد كبيرة على الاستثمار، حيث قدرت شركة IDC أخيرا أنه مقابل كل دولار يتم استثماره في الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن أن يحقق للمؤسسات عائدا يصل إلى 3.7 دولار.
إضافة إلى ذلك، فإن بعض المؤسسات الرائدة في استخدام هذه التقنية قد تحقق عائدا استثنائيا يصل إلى 10.3 دولار لكل مستثمر، ما يعكس الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي بالنسبة للشركات في السعودية.
وقال باضريس "تواصل السعودية اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة بخطى ثابتة نحو مستقبل متنوع ومستدام، مستندة إلى إستراتيجيات طموحة ضمن رؤية السعودية 2030." أضاف "يمثل الذكاء الاصطناعي أداة مهمة للتقدم وعنصرا أساسيا لتحقيق الريادة الاقتصادية والتكنولوجية، ونحن في مايكروسوفت ملتزمون بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وغيرها من الجهات الوطنية المعنية في تمكين المؤسسات والمواهب السعودية من استخدام التكنولوجيا لتعزيز الابتكار ومعالجة التحديات الحالية، والمساهمة في تعزيز مكانة السعودية كوجهة عالمية للابتكار والاقتصاد الرقمي." أوضح أن المؤسسات السعودية في القطاعين العام والخاص أدركت أهمية التقنية وسارت بتبنيها للاستفادة من قدراتها في تعزيز التحول وتجاوز التحديات في مختلف القطاعات.
أوضح، أنه في الوقت الذي يقود الذكاء الاصطناعي هذا التحول، تُعد الحوسبة السحابية المحرك الذي يُمكِّنه، فالقابلية للتوسع، والأمان، والمرونة التي توفرها المنصات السحابية أساسية لنشر حلول الذكاء الاصطناعي بفاعلية.
وأشار باضريس إلى الدعم الحكومي لجهود تعزيز الذكاء الاصطناعي في السعودية، مؤكدا أن هذا الدعم أسهم في تحقيق عديد من الإنجازات في مجال البيئة التنظيمية للذكاء الاصطناعي، وتعزيز الابتكار، وتطوير التعليم، وتمكين المرأة في هذا المجال.
يعكس هذا التعاون التزاما بتوفير منصة قوية تدعم تطوير ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة المصممة للغة العربية والثقافة المحلية.