أمريكا مدمنة على الديون الحكومية .. "أكبر الفقاعات" على وشك الانفجار
حذر روشير شارما، رئيس شركة روكفلر إنترناشيونال، من أن "أكبر الفقاعات" على وشك الانفجار، مشيرا إلى أن تفوق أداء الاقتصاد الأمريكي أدى إلى تراكم هائل للديون، ومحاولات كبح جماح فورة الديون ستؤدي في النهاية إلى إضعاف النمو الاقتصادي ومعه أرباح الشركات.
في حين يشير متفائلو "وول ستريت" إلى أرباح قوية، كتب شارما في مقال نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، أن أداء الاقتصاد الأمريكي يبدو أقل إثارة عند تعديل النتائج لتتضمن الإنفاق الحكومي وعددا قليلا من شركات التكنولوجيا ذات التقييمات الضخمة، مضيفا أن "الأرباح الفائقة" تميل إلى التراجع في ظل المنافسة المتزايدة.
في الواقع، المبلغ الذي تدين به الولايات المتحدة للمقرضين الخارجيين، بلغ بالفعل نحو 100% من الناتج المحلي الإجمالي. ومن المتوقع أن تتجاوز هذه النسبة قريبا رقما قياسيا غير مسبوق سُجل في أعقاب الحرب العالمية الثانية مباشرة. لكن هذه المرة، سيحدث هذا دون كارثة عالمية بالنظر إلى أن الاقتصاد يظل قويا.
كما ارتفعت تكلفة خدمة كل هذه الديون بشكل كبير. تجاوزت نفقات الفائدة على الدين الآن تريليون دولار سنويا، بل وتجاوزت حتى الإنفاق الدفاعي.
ورغم التوقعات القاتمة، أشار شارما إلى أن الميزانيات العمومية للأسر والشركات الأمريكية لا تزال قوية، ما يسهم في استمرار تحفيز الاقتصاد. تم تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث إلى 3.1% من قراءة سابقة بلغت 2.8%، ويرجع هذا جزئيا إلى زيادة الإنفاق الاستهلاكي.
لكن كل بطل لديه عيب، كما كتب شارما. وعيب أمريكا إدمانها المتزايد للديون الحكومية.
ووفقا لحساباته، يحتاج الاقتصاد إلى دولارين من الديون الحكومية الجديدة لإضافة دولار واحد لنمو الناتج المحلي الإجمالي. وتعد هذه زيادة 50% عما كان عليه الحال قبل 5 أعوام.
ولاحظ شارما أن أي دولة أخرى ذات ديناميكيات مماثلة كانت لتعاني هروب رأس المال بحلول هذا الوقت، لكن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على التباهي بأكبر اقتصاد وعملة احتياطية في العالم.
وتوقع شارما أن يطالب المستثمرون في العام المقبل بأسعار فائدة أعلى على كل الديون الجديدة، أو ببعض مظاهر الانضباط المالي، ما يفرض ضغوطا للحد من الاعتماد على الإنفاق الحكومي، الأمر الذي سيؤثر سلبا في النمو والأرباح.
بدأت هذه المخاوف بالفعل في الظهور، مع إعلان شركة بيمكو العملاقة تقليص تعرضها للسندات الأمريكية طويلة الأجل.
قال شارما: "في المراحل الأخيرة من الفقاعة، ترتفع الأسعار عادة بشكل كبير، وعلى مدى الأشهر الـ6 الماضية تفوقت أسعار الأسهم الأمريكية على غيرها".
تشير كل العلامات الكلاسيكية للأسعار والتقييمات والمعنويات المتطرفة إلى أن النهاية باتت قريبة. لقد حان وقت المراهنة ضد "الاستثنائية الأمريكية".