تراجع الأسهم الآسيوية مطلع العام الجديد بسبب حذر المستثمرين

تراجع الأسهم الآسيوية مطلع العام الجديد بسبب حذر المستثمرين

افتتحت الأسهم الآسيوية العام الجديد على تراجع بعد نهاية مشؤومة لعام 2024، الذي كان مميزا بشكل عام للمستثمرين في الأسهم العالمية.

انخفض مؤشر "إم إس سي آي" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ مع تراجع الأسهم في هونغ كونغ والصين، بينما شهدت الأسواق في أستراليا وكوريا الجنوبية ارتفاعا إلى جانب العقود الآجلة للأسهم الأمريكية. وتغيب الأسواق اليابانية عن التداول حتى 6 يناير، كما تبقى نيوزيلندا في عطلة.

تراجع مؤشرا "إس آند بي 500" و"ناسداك 100" للجلسة الرابعة على التوالي نهاية العام الماضي، ما أدى إلى خسائر تجاوزت تريليون دولار في القيمة السوقية للأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة، وفي أسواق العملات، تراجع الين الياباني ليصل إلى 157 مقابل الدولار، ما جعله على مسار انخفاض لليوم الثالث، وسجل مؤشر بلومبرغ للدولار أفضل أداء سنوي له منذ ما يقرب من عقد في 2024.

حذر المستثمرين

تعكس هذه التحركات حذر المستثمرين في أول يوم تداول من العام في العديد من الأسواق العالمية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية واستعداد المتداولين لوضع استراتيجيات تخصيص الأصول لعام 2025. وتتجه الأنظار إلى آفاق النمو في الصين، ومسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، وأجندة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

رئيس الأبحاث في "بيبرستون" كريس ويستون قال "من أجل تحقيق انتعاش حقيقي في سوق الأسهم الصينية، سنحتاج إلى رؤية المزيد من المشترين المحليين يزيدون من استثماراتهم، إلى جانب تدفقات مستمرة من مديري الأموال الدوليين. إذا تمكن صانعو السياسات الصينيون من طمأنة المستثمرين بأن المخاطر المرتبطة بالاستثمار في الصين تحت السيطرة وأن العوائد مناسبة لتلك المخاطر، فقد نشهد إعادة تقييم لهذه السوق التي كانت غير مفضلة للمستثمرين في السابق".

ارتفعت أسعار النفط في أولى جلسات العام الجديد بعد تقارير أشارت إلى استمرار تقلص مخزونات النفط الخام الأمريكية. كما توقفت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد انتهاء اتفاقية النقل الرئيسية التي استمرت لمدة 5 عقود، وأكدت كل من روسيا وأوكرانيا التوقف يوم الأربعاء.

اقتصادات آسيوية أكثر مرونة

أظهرت قراءات اقتصادية في آسيا مرونة إضافية، حيث أعلن رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ أن اقتصاد البلاد نما 4 % خلال 2024، متجاوزا توقعات وزارة التجارة التي كانت تشير إلى نمو بـ 3.5 %، وفي الصين، توقع الرئيس شي جين بينغ أن يكون الاقتصاد قد نما 5 % خلال 2024، بينما ضخ البنك المركزي الصيني 1.7 تريليون يوان (233 مليار دولار) في ديسمبر لدعم الاقتصاد والأسواق المالية.

أما في أستراليا، فقد انخفضت أسعار المنازل للمرة الأولى منذ 22 شهرا في ديسمبر، نتيجة ارتفاع الأسعار وصعوبة الشراء إلى جانب زيادة العرض العقاري، وفي كوريا الجنوبية، استمر التوتر السياسي حيث رفض الرئيس المؤقت تشوي سانغ موك محاولة مستشاريه للاستقالة.

على صعيد الشركات، ارتفع سهم شركة "يو إس ستيل" بأعلى نسبة خلال عام بعد عرض من شركة "نيبون ستيل" اليابانية يمنح الحكومة الأمريكية حق النقض بشأن أي تقليص في إنتاج الشركة، في محاولة للحصول على موافقة الرئيس جو بايدن على الاستحواذ.

تفوق الأسهم الأمريكية

في الصين وافقت مجموعة "علي بابا" على بيع أسهمها في شركة "صن آرت ريتيل" لصالحة شركة "دي سي بي كابيتال" بهدف التركيز على أعمالها الأساسية عبر الإنترنت، بينما أعلنت شركة "بي واي دي" عن ارتفاع كبير في مبيعات نهاية العام، ليصل إجمالي مبيعاتها إلى 4.25 مليون سيارة ركاب في 2024.

تفوقت الأسهم الأمريكية، خصوصا أسهم شركات التكنولوجيا، على معظم فئات الأصول الأخرى في 2024، حيث ارتفع مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 23 %، ما أضاف 10 تريليونات دولار إلى قيمة الأسهم الأميركية، كما ارتفع مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق العالمية بنسبة 16 %.

على صعيد آخر أعلن الرئيس جو بايدن، أن السلطات تبحث عن مشتبه بهم إضافيين في هجوم نيو أورلينز الذي أودى بحياة 15 شخصا على الأقل، بينما استمرت التحديات المتعلقة بالتضخم في التأثير على قرارات المستثمرين والشركات عالميا.

الأكثر قراءة