ارتفاع جماعي للأسهم الآسيوية بعد بداية عام سلبية
أظهرت الأسهم الآسيوية إشارات على تجاوز الأجواء السلبية في وول ستريت، والتي دفعت الأسهم الأمريكية للانخفاض لليوم الخامس على التوالي.
ارتفعت الأسهم في أستراليا وكوريا الجنوبية وهونج كونج، بالإضافة إلى العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، بعد أن انخفض كل من مؤشري "إس آند بي 500"، و"ناسداك 100" يوم الخميس. ما زالت الأسهم اليابانية في عطلة.
تذبذبت الأسهم الصينية بعد أسوأ بداية لعام منذ 2016، في علامة على أن المستثمرين لا يزالون حذرين من التحديات التي تواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
تخصيص الأصول
تُعد التحركات يوم الجمعة علامة على أن عمليات البيع التي أثقلت الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي قد تبدأ في التراجع. ويستعد المستثمرون لتنفيذ استراتيجيات تخصيص الأصول للعام المقبل بعد نهاية متقلبة لعام 2024.
صاحب تراجع الأسهم الأمريكية ارتفاعاً في الدولار، الذي يُعد ملاذاً آمناً، ليصل إلى أعلى مستوى له في عامين يوم الخميس قبل أن ينخفض صباح يوم الجمعة. كما ارتفع الين في التداولات المبكرة بعد انخفاضه لثلاثة أيام متتالية مقابل الدولار الأمريكي في الجلسة السابقة.
قال جونغ إن يون، الرئيس التنفيذي لشركة "فيبوناتشي" لإدارة الأصول العالمية، لتلفزيون "بلومبرغ": "سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، وخاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، هي بطبيعتها تضخمية". وأضاف: "بقاء التضخم مرتفعاً ورفضه الانخفاض يعني أننا قد نعيش في فترة من أسعار الفائدة المتوسطة لفترة طويلة".
إشارات باول المتشددة
على الرغم من المكاسب الصغيرة في السندات الأميركية يوم الخميس، إلا أن العائد على السندات لأجل 10 سنوات اختتم الجلسة بارتفاع يقارب 20 نقطة أساس مقارنة بمستوى العائد قبل التوجه المتشدد من قِبل جيروم باول في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 18 ديسمبر. شهدت العديد من فئات الأصول تحركات كبيرة بعد أن أظهر مجلس "الفيدرالي" تراجعاً في الحماس تجاه تخفيضات أسعار الفائدة.
لم تجد البيانات الاقتصادية يوم الخميس ما يدعم فكرة تخفيض أسعار الفائدة. وانخفضت طلبات البطالة الأولية في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها في ثمانية أشهر، مما يعكس مستويات منخفضة نسبياً من تقليص الوظائف في سوق العمل التي ظلت صامدة بشكل مفاجئ.
كان تراجع الأسهم الأميركية مدفوعاً جزئياً بنتائج غير مشجعة من شركة "تسلا"، التي فشلت في تلبية التوقعات بشأن تسليمات الربع الرابع، فيما انخفضت المبيعات السنوية لأول مرة منذ أكثر من عقد. وتراجعت أسهم الشركة بنسبة 18% منذ يوم الميلاد.
عام البحث عن أدلة
كما انخفض مقياس عالمي لأسواق الأسهم في الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر، مقترباً من انخفاض بنسبة 10% عن ذروته في أوائل أكتوبر.
تم إغلاق التداول على السندات الأمريكية في آسيا بسبب عطلة في اليابان.
وفيما يتعلق بأرباح الشركات، قالت ليزا شاليه من "مورجان ستانلي" لإدارة الثروات إن عام 2025 سيكون "عام البحث عن أدلة"، محذرة من أن هيمنة الشركات السبع الكبرى في قطاع التكنولوجيا، التي كانت مسؤولة عن الجزء الأكبر من المكاسب العام الماضي، قد تكون مهددة.
وأضافت: "فكرة أنهم يمكنهم كمجموعة تسيطر على التداول معاً وتقود السوق قد تتعثر في عام 2025". أما بالنسبة للتراجع الذي شهدته الأيام الأخيرة من 2024، قالت شاليه في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "من المبكر جداً أن نعتبر ذلك نذير شؤم".
تواجه الأسهم الأمريكية صعوبة في إنهاء سلسلة الخسائر التي أثرت على بعض بريق مؤشر "إس آند بي 500"، والذي سجل أفضل أداء له خلال عامين منذ أواخر التسعينيات. وارتفع المؤشر بأكثر من 50% منذ بداية عام 2023، مدعوماً بمكاسب شركات التكنولوجيا الكبرى، وسط الحماس بشأن زيادة الأرباح نتيجة الذكاء الاصطناعي.
اختيار رئيس "النواب الأمريكي"
سيترقب المستثمرون التصويت لاختيار رئيس مجلس النواب الأمريكي يوم الجمعة، لمعرفة ما إذا كان مايك جونسون سيحتفظ بمنصبه. قد تشير المناوشات بين الجمهوريين بشأن إعادة انتخابه إلى مشكلات في أجندة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، وفقاً لتوم إيساي، مؤسس "سيفينز ريبورت" (Sevens report).
وفي أسواق السلع الأخرى، ارتفع النفط لليوم الخامس على التوالي بعد تقرير من القطاع، يوم الخميس، أشار إلى أن مخزونات النفط الخام الأميركية واصلت التقلص.
أما الذهب فقد استقر بعد جلستين من المكاسب. وسجل المعدن أكبر زيادة سنوية له منذ عام 2010 العام الماضي. في حين انخفضت عملة بيتكوين لأول مرة في أربعة أيام.