«تسونامي» أوروبا التنظيمي يصطدم بالذكاء الاصطناعي في 2025

«تسونامي» أوروبا التنظيمي يصطدم بالذكاء الاصطناعي في 2025
"جيتي"

على مدى العقد الماضي، شكلت شركات التكنولوجيا الكبرى مجموعة ضغط فائقة القوة لا يمكن المساس بها. ثم قلبت أوروبا كل شيء رأسا على عقب. في 2024، أثارت أوروبا دهشة العالم بما عرف بـ"تسونامي تنظيمي" حيث بدأت فرض قيود صارمة على عمالقة التكنولوجيا كان الهدف منها تقويض النمو غير المحدود لعمالقة التكنولوجيا، كما ذكرت مجلة فورتشن.

بشكل دقيق، دخل قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في 2022، ووصف أكبر شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة وأكبرها في العالم بـ"حراس البوابة الرقمية" الذين يجب أن يخضعوا لقواعد المنافسة الصارمة.

غُرمت أبل و ميتا 1.8 مليار يورو و 800 مليون يورو على التوالي، وواجهت جوجل قضايا احتكار، فيما هدد الاتحاد الأوروبي تطبيق إكس المعروف سابقا بتويتر، بغرامات قد تصل إلى 6% من إيراداتها السنوية بسبب المحتوى غير القانوني المزعوم على منصتها والذي ينتهك قانون خدمات البيانات. كسر قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي الحواجز باعتباره كتاب القواعد الأكثر شمولا بشأن الذكاء الاصطناعي حتى الآن. لكن هذه القيود تواجه نقداً بأنها تعوق الابتكار والوصول المبكر للتكنولوجيات.

مثلا، أرجأت أبل طرح أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الرائدة، أبل إنتلجنس، في أوروبا بسبب مخاوف الخصوصية والأمن التي تعارضت مع تدابير قانون الأسواق الرقمية. تعتبر أوروبا سوقا مهمة لنحو 450 مليون شخص، لذا فإن التحايل عليها ليس حلا. وبالنظر إلى اللوائح الجديدة، يبدو الأمر وكأنه حلقة من النار لا يمكن لشركات التكنولوجيا الكبرى الهروب منها. من المؤكد أن الولايات المتحدة كانت تكثف من تدقيقها أيضا. في وقت سابق، وصفت محكمة فيدرالية جوجل بأنها "محتكرة"، ما أدى إلى تفكك محتمل لشركة البحث العملاقة. يشير جيف بلابر، رئيس تنفيذي لشركة أبحاث تقنية ، إلى وجود اتفاق عالمي حول ضرورة تنظيم هذه الشركات، وإن كان هناك خلاف حول كيفية التنفيذ ومن يقوم به. وفقًا له، فإن لائحة الأسواق الرقمية الأوروبية تعد إيجابية، رغم أنها قد تكون متأخرة 15 عامًا.

أطلق ترمب وعودا خلال في الفترة التي سبقت انتخابات 2024 بأنه لن يسمح للاتحاد الأوروبي باستغلال شركات التكنولوجيا الأمريكية. لكنه أخيرا، غير من لهجته، متهمًا عمالقة التكنولوجيا باستخدام سلطتهم السوقية لتقويض حقوق الأمريكيين.

مع العام الجديد، ومعه رئاسة ترمب مع إيلون ماسك بصفته المقرب منه، هل يمكن أن تتغير المحادثة حول التنظيم بأي شكل من الأشكال؟ يقول بيل إيكيكسون، وهو باحث بارز في مركز تحليل السياسات الأوروبية، لمجلة فورتشن: "في أوروبا، هناك بالتأكيد شعور بأن تسونامي التنظيم، بحاجة إلى التهدئة". ويعترف بأن رئاسة ترمب أو القوة السياسية التي يتمتع بها ماسك قد تعني أن نهج الولايات المتحدة تجاه هذا الموضوع لا يزال غير واضح. مع وجود قيادة جديدة على جانبي المحيط الأطلسي، من المؤكد أن نظاما جديدا سيعيد تشكيل 2025 - يبقى أن نرى مدى تأثيره على المدى البعيد.

الأكثر قراءة