بعد شهر من توقفه .. عودة مطار دمشق الدولي إلى العمل
استؤنفت الرحلات الدولية في مطار دمشق الثلاثاء، للمرة الأولى منذ شهر بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد عقب سيطرة فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام على كبرى المدن السورية وصولا إلى العاصمة.
وعمت أجواء الحماسة قاعة الانتظار الرئيسية حيث يحمل مسافرون قادمون على أكتافهم علم الاستقلال بنجماته الثلاث والذي تعتمده السلطة الجديدة.
وقال مدير مطار دمشق الدولي المهندس أنيس فلوح لـ"الفرنسية": انطلاقة جديدة (اليوم) بعدما تم إغلاق الأجواء، وبدأنا رحلات استقبال ومغادرة الرحلات الدولية.
وأشار فلوح إلى أن المطار عمل في الأيام الماضية على "استقبال وفود رسمية وطائرات المساعدات .. واليوم أول رحلة (تجارية) مغادرة من سوريا باتجاه الشارقة".
وهبطت بعد ظهر الثلاثاء أول طائرة ركاب قطرية في مطار دمشق منذ نحو 13 عاما.
ووصلت الطائرة القادمة من الدوحة حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر (العاشرة بتوقيت غرينتش) بعد وقت قصير من إقلاع طائرة الخطوط الجوية السورية باتجاه الشارقة في الإمارات، لتكون أول رحلة تجارية دولية منذ الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر.
وكان المطار يستقبل خلال الفترة الماضية طائرات تنقل مساعدات دولية أو تقلّ مسؤولين أجانب، واستأنف تسيير الرحلات الداخلية في وقت سابق.
وتقول أمل جيرودي قبل دقائق من توجهها إلى سلم الطائرة "كنت خائفة أن يبقى المطار مغلقا، كادت أن تنتهي تأشيرتي، والآن سعيدة جدا".
وأضافت "كان الموظفون (خلال فترة النظام السابق) يعاملوننا بفوقية، لكنهم اليوم لطيفون للغاية واستقبلونا بالابتسامات".
دعم وتضامن
أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الطائرة السورية التي اتجهت إلى الشارقة كان على متنها 145 مسافرا.
وغادرت الثلاثاء كذلك طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية الأردنية عمَّان متوجهة إلى دمشق في رحلة تجريبية. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن هيثم مستو الذي كان على متن الرحلة برفقة فريق فني "إن الرحلة تجريبية قبل إعادة تشغيل خط عمان دمشق، وهي تأتي كرسالة دعم وتضامن لإعادة تفعيل الملاحة الجوية السورية".
ونشر الباحث والمعارض السياسي السوري رضوان زيادة شريطا مصورا على موقع إكس على متن الطائرة القطرية المتوجه إلى دمشق، وظهر خلفه ركاب يهتفون ويغنون.
وقال مسؤول قطري الشهر الماضي إن الدوحة عرضت على السلطات السورية الجديدة "تقديم الدعم الفني لاستئناف الرحلات التجارية والشحن، فضلا عن صيانة المطار خلال المرحلة الانتقالية".
وكانت الخطوط القطرية أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستستأنف رحلاتها إلى دمشق بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا.
وفي الثامن من ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة بقيادة هيئة الشام إلى دمشق بعد هجوم بدأته من شمال سوريا في 27 نوفمبر. وأدى ذلك إلى الإطاحة ببشار الأسد ونهاية حكم عائلة الأسد الذي استمرّ أكثر من نصف قرن.
وفي إطار مساعي السلطات السورية الجديدة للتواصل مع محيطها، قام وزير الخارجية أسعد الشيباني بسلسلة من الزيارات الرسمية إلى العواصم العربية بما في ذلك السعودية وقطر والإمارات.