أزمة ديون مرتفعة للشركات الأمريكية .. طلبات الإفلاس عند أعلى مستوى

أزمة ديون مرتفعة للشركات الأمريكية .. طلبات الإفلاس عند أعلى مستوى
"شترستوك"

تعاني الشركات الأمريكية من الديون المرتفعة مدفوعة بأسعار الفائدة العالية التي تسببت في زيادة تكاليف الاقتراض.

في 2024، تقدمت 686 شركة بطلبات إفلاس، بزيادة 8% عن 2023 - تفوق عامي 2021 و2022 مجتمعين. كما يمثل هذا أكبر عدد من الطلبات منذ 2010، وفقا لبيانات "إس آند بي جلوبال ماركت إنتلجنس".
حالات إفلاس الشركات الأمريكية بلغت أعلى مستوى لها منذ الأزمة المالية عام 2008 – مع خفض الأمريكيين إنفاقهم، كما ذكرت صحيفة ديلي ميل.

حاولت مزيد من الشركات العام الماضي تجنب الإفلاس عبر إجراءات خارج المحكمة، وتجاوزت هذه الإجراءات عدد حالات الإفلاس بنسبة اثنين إلى واحد، وفقا لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني.

كانت إحدى أكبر حالات الإفلاس هذا العام من شركة بارتي سيتي، التي تقدمت بطلب للإفلاس بموجب الفصل 11 للمرة الثانية في عام.

أعلنت الشركة أنها ستغلق جميع متاجرها البالغ عددها 700 متجر، وألقت باللوم على الضغوط التضخمية وخفض الأمريكيين للإنفاق وهي الأسباب نفسها لتعثر شركات أخرى.

أعلنت شركات كبرى أخرى مثل تابروير وريد لوبستر وتي جي آي فرايديز وخطوط سبيريت الجوية إفلاسها في 2024.

قال جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين في "إي واي"، لصحيفة فاينانشيال تايمز: "إن ارتفاع تكلفة السلع والخدمات بشكل مستمر يثقل كاهل طلبات المستهلكين"، وإنه يؤثر في الأسر ذات الدخل المنخفض أكثر من غيرها.

في حين بدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة، فإن تخفيف عبء الشركات سيكون محدودا. تشير التوقعات إلى خفض الفائدة بمقدار نصف نقطة فقط في 2025، ما يبقي الضغط على الشركات المتعثرة.

بين 2021 و2022 - عندما كانت تكاليف الاقتراض منخفضة وكان الأمريكيون لا يزالون ينفقون شيكات التحفيز - تم تسجيل 777 طلب إفلاس فقط.

وهذا يتناقض بشكل واضح مع 636 حالة إفلاس في 2023 و686 في 2024.

شمل ما لا يقل عن 30 من حالات الإفلاس في العام الماضي شركات لديها التزامات تزيد على مليار دولار، ما يؤكد حجم الضغوط المالية.

لجأ عدد متزايد من الشركات إلى عمليات إدارة الالتزامات - وهي أساليب مالية تهدف إلى تجنب الإفلاس من خلال إعادة هيكلة الديون.

رغم شيوع هذه العمليات، يحذر الخبراء من أنها غالبا ما تكون مجرد حل مؤقت ويمكن أن تؤدي في النهاية إلى تقدم الشركات بطلب إفلاس على أي حال.

يوضح جوشوا كلارك من وكالة فيتش أن هذه التحركات يمكن أن تضر بالمقرضين، لأنها تعني عادة تحمل ديون أكثر ودفع الشركات إلى الاقتراب من الانهيار.

كانت أبرز حالات الإفلاس بين سلاسل المطاعم والتجزئة - خاصة التي لها فروع في جميع أنحاء أمريكا.

ابتداء من 20 ديسمبر، تتبعت شركة كورسايت ريسيرش 48 حالة إفلاس في قطاع التجزئة في الولايات المتحدة مقارنة بـ25 حالة خلال الفترة نفسها العام الماضي.

تقدمت 22 سلسلة مطاعم على الأقل بطلب إفلاس هذا العام، وهو أعلى رقم منذ 2020، وفقا لبانكربتسي داتا، شركة تتتبع طلبات الإفلاس.

وكان أحدث إفلاس كبير في قطاع التجزئة هو لشركة كونتينر ستور الموجودة منذ 46 عاما، إذ تقدمت بطلب للحماية من الفصل 11 في 22 ديسمبر.

الأكثر قراءة