تأجيل لعبة "أساسينز كريد شادووز" يكلف "يوبيسوفت " 20 مليون دولار
أرجأت شركة "يوبيسوفت" الفرنسية للمرة الثانية لعبة الفيديو "أساسينز كريد شادووز"، وفي حين خفضت توقعاتها المالية، يعد هذا القرار شائعا في القطاع لضمان جودة الإنتاج والحفاظ على صورة الشركة، بحسب مختصين قابلتهم "الفرنسية".
كان من المقرر في البداية طرح النسخة الجديدة من اللعبة في 15 نوفمبر 2024، لكنه أرجئ مرة أولى إلى 14 فبراير 2025، قبل تحديد موعد جديد للإصدار في 20 مارس، قبل أيام قليلة من نهاية سنة "يوبيسوفت" المالية.
قال إيف غيمو الرئيس التنفيذي للمجموعة، عند إعلانه إرجاء إطلاق اللعبة "مع أن شهرا إضافيا قد لا يبدو فترة طويلة، إلا أنه سيتيح لفرقنا الأخذ بتعليقات اللاعبين التي جمعت خلال الأشهر الثلاثة الفائت بشكل أفضل".
وأثارت مقاطع فيديو أولية شكوكا لدى بعض اللاعبين بشأن الجودة النهائية للعبة، خصوصا في ما يتعلق بالعملية التحريكية للشخصيات. لكن منذ الإعلان عن التأجيل الأول، أدخلت "يوبيسوفت" تحسينات وباتت المشاهد الجديدة تُشعر اللاعبين بطمأنينة أكبر.
وقال فريديريك دوغيه المدير المالي لـ"يوبيسوفت": "نأمل في مواصلة هذا الزخم وتحسين آليات اللعبة وتوازن التقدم".
اللعبة تبقى سيئة إلى الأبد
أكد المستشار وصانع المحتوى بونوا رينييه المعروف على الإنترنت باسم "إكس سيرف"، في حديث إلى "الفرنسية"، أن قرار إرجاء اللعبة "ليس نادرا" وقد يكون "مفيدا بشكل واضح"، معتبرا أن "اللحظات الأخيرة من تطوير اللعبة هي الأهم".
وتابع أن "المطوّرين سيكونون قادرين على إزالة أي خلل موجود وتحسين عملية تحريك الشخصيات"، مضيفا أن "ذلك لا يبدو عملا كبيرا لكن عندما ينعكس على مدار عشرات الساعات من اللعب، يحدث الفرق بين لعبة جيدة ولعبة مذهلة".
قال غابي نيويل رئيس استوديوهات "فالف" الأمريكية، في فيلم وثائقي عام 2023 يتمحور على لعبة "هاف لايف" التي مر عليها 25 عاما: إن "التأخير موقت، لكن اللعبة السيئة تبقى كذلك إلى الأبد"، وهو قول مأثور في مجال ألعاب الفيديو.
ونادرا ما يتم التعامل مع قرارات مماثلة باستخفاف، لأنه قد يكون لها عواقب وخيمة وخصوصا مالية.
على سبيل المثال، كلّف التأجيل الأول لـ "أساسينز كريد شادووز" "يوبيسوفت" قرابة 20 مليون يورو، وفق غيمو.
ومع أن المطوّرين يستفيدون من وقت إضافي لتحسين ألعابهم، قد يواجهون فترة أطول لما يعرف في القطاع بـ"كرنش"، أي فترة عمل مكثف تسبق إصدار اللعبة.
أكد رئيس استوديو "اومو لودانس" الفرنسي المستقل دافيد رابينو، أن "الجميع يفضلون طرح لعبة جيدة" لكن "بالنسبة إلى فرق العمل، يعتمد الأمر بشكل كبير على نوعية بيئة العمل الأساسية".
صورة الشركة
بالنسبة إلى "يوبيسوفت"، يتعلق الأمر أيضا بصورتها، إذ دائما ما تتهم بإصدار ألعاب سيئة التصميم، رغم نشرها تحديثات لتصحيح بعض الخلل من يوم إصدار اللعبة، وهي ممارسة باتت مُعتمدة بشكل كبير في القطاع برمّته.
وكان ذلك أحد الانتقادات الموجهة لـ"ستار وورز: أوتلوز" التي طرحت في نهاية أغسطس الفائت، وكانت مبيعاتها مخيبة للآمال.
أكد بونوا رينييه إنّ "اللاعبين متطلبون جدا، وهذا ما دفع الشركة لإرجاء طرح أساسينز كريد شادووز".
واعتبر أن التحدي كبير، قائلا "إنها لعبة الفرصة الأخيرة" بالنسبة إلى "يوبيسوفت".
في ظل وضع مضطرب في سوق الأوراق المالية ومع ظهور مخاطر مرتبطة بالاستحواذ، يعد النجاح التجاري لـ"أساسينز كريد شادووز" ضروريا لإراحة "يوبيسوفت" قليلا وجعلها تتفاوض حول مستقبلها بطمأنينة أكبر.