"دافوس" أمام اقتصاد عالمي على مفترق طرق .. وترمب قد يقلب الموازين بكلمة واحدة

"دافوس" أمام اقتصاد عالمي على مفترق طرق .. وترمب قد يقلب الموازين بكلمة واحدة
مركز الاجتماعات في منتدى دافوس ." رويترز"

على مدار 4 أيام، يجتمع قادة وزعماء سياسيون، ورجال أعمال، ومفكرون، ومؤثرون، وناشطون في مدينة دافوس السويسرية ضمن فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2025" في نسخته الـ55.

تأتي نسخة هذا العام من المنتدى، التي تحمل شعار "التعاون في العصر الذكي"، في وقت يتّصف فيه الاقتصاد العالمي بالضبابية وعدم اليقين، ما يدفع القائمين عليها إلى تبني جدول أعمال يرمي إلى معالجة مجموعة من القضايا العالمية الملحة.

ولأن تحقيق ثنائية الاستقرار والنمو الاقتصادي هدف رئيس لهذه النسخة من المنتدى، فإن النقاشات ستنصب بالتاكيد على الضغوط التضخميّة العالمية وكيفية التصدّي لها، فضلا عن سبل تحقيق النموّ الشامل.

ومع ذلك، فإنّ الجزء الأكبر والأهم من النقاش سيركز على شكل النموذج المقبل للاقتصاد الدولي وسط تساؤلات بشأن مصير الليبرالية الاقتصادية وما إذا كان عصرها قد ولّى.

شكوك حول مستقبل حريّة التجارة

ويرى الدكتور إس. نورييل، أستاذ الاقتصاد الدولي، أنّ منتدى دافوس يعقد في ظلّ تراجع الليبرالية الاقتصاديّة التي حكمت العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، بينما يقف الاقتصاد الدولي على مفترق طرق.

وقال نورييل لـ "الاقتصادية" إن الشكوك باتت تحيط بالعولمة وحرية التجارةفي السنوات الأخيرة؛ فالتجارة الحرة في نظر عدد من قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، أصبحت غير إيجابية .

أضاف أن جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا كشفتا هشاشة سلاسل التوريد العالمية .

ويخشى أستاذ الاقتصاد الدولي من أن ترمب، الذي سيُلقي كلمة عن بعد للمشاركين في المنتدى، "يمكن أن يغير مسار الجلسات بكلمة واحدة، إذا كانت إيذانا ببدء حرب تجارية ".

وبصرف النظر عن الاحتقان الدولي السائد في الجغرافيا السياسية، وتحديات التضخم، ومصاعب النمو، فإن جزءا ملحوظا من النقاش سينصبّ على الذكاء الاصطناعي وقدرته على معالجة التحديات الأكثر إلحاحا في عالم اليوم.

الذكاء الاصطناعي.. وعود ومخاطر

وترى كاثرين ستيوارت، الباحثة في مجال التكنولوجيا والاقتصاد، أن الذكاء الاصطناعي "يحمل كثيرا من الوعود الإيجابية، لكنه يهدد بإلغاء ملايين الوظائف".

وقالت ستيوارت لـ "الاقتصادية": إن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف "يؤكد أن التقنيات الجديدة ستخلق 170 مليون وظيفة جديدة بحلول 2030، تحل محل 92 مليون وظيفة".

أضافت "هناك حاجة ملحة لرفع مهارات العمال؛ لكن مع الضائقة المالية وانخفاض النمو، يصبح ذلك تحديا يتجاوز الاقتصاد إلى البنية الاجتماعيّة ذاتها".

وبصرف النظر عن الاتفاق أو الخلاف في حوارات دافوس، فإنّ القمّة تعدّ منصّة لفهم تطور الوظائف والمهارات وكيفية تفاعل الناس مع التكنولوجيا. وربما تفلح في بلورة رؤية عالمية لمستقبل القوة العاملة في ظل الموجة الأخيرة من الذكاء الاصطناعي.

الطاقة الخضراء والديون على الطاولة

يرى مارك روبيني، المحلل الاقتصادي في بنك إنجلترا، من جانبه أن العناوين الكبرى للقمة ستترافق مع مجموعة أخرى من العناوين التي لا تقل أهمية.

وأوضح روبيني في حديث لـ "الاقتصادية" أن النقاش خلال المنتدى سيستكشف دور مصادر الطاقة المتجددة والكفاءة الدوليّة في استخدام الطاقة وسبل خلق استقرار في سوق الطاقة العالمية، وكذلك آليات التمويل للتحول إلى الطاقة الخضراء في الدول النامية.

وتشير تقديرات أن حجم الاستثمارات السنويّة المطلوبة لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050 يصل إلى 1.6 تريليون دولار، بحسب المحلل الاقتصادي.

إضافة إلى ما سبق، فإن وصول حجم الدين العالمي إلى مستوى تاريخي عند 307 تريليونات دولار سيحتّم على القادة مناقشة الإستراتيجيات المطروحة لإدارة الديون من غير المساس بالنمو الطويل الأجل.

وعلى الرغم من التقدّم التكنولوجي، فإن وجود 2.7 مليار شخص غير متّصل بالإنترنت في أنحاء العالم يؤدي إلى استمرار التفاوت الاقتصادي، وفقا لروبيني.

وانطلقت اليوم الإثنين في منتجع دافوس السويسري النسخة 55 من المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس 2025" بمشاركة نحو 3000 شخصية قيادية من أكثر من 130 دولة، بينهم 350 من القيادة الحكومية من أنحاء العالم، بما في ذلك 60 من قادة الدول والحكومات.

سمات

الأكثر قراءة