يحبه الخصوم ويخشاه الحلفاء.. كيف ينظر العالم إلى "ترمب 2.0" ؟
في ظل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض اليوم الاثنين، يراقب العالم بترقب شديد.
أثار احتمال تبني سياسات خارجية وتجارية أكثر لا يمكن التنبؤ بها، خاصة التهديد بفرض تعريفات تجارية عالمية تراوح بين 10% و20%، مخاوف على المستوى الدولي وأثار الذعر في الأسواق المالية.
لكن نهج ترمب القائم على المعاملات وسياسته المتمثلة في مبدأ "أمريكا أولا" لا يخشاها الجميع، والواقع أن كثيرا من البلدان ترحب بعصر جديد يطلق عليه "ترمب 2.0" مع ولايته الثانية، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن بي سي".
يعتقد كثيرون أن ترمب لن يكون جيدا لأمريكا فحسب، بل إنه سيجلب السلام أو يقلل من التوترات في أوكرانيا والشرق الأوسط والعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وفقا لاستطلاع للرأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية وشمل أكثر من 28 ألف شخص في 24 دولة.
وقال المجلس عن النتائج: "في الدول من الهند والصين إلى تركيا والبرازيل، يعتقد عدد أكبر من المشاركين أن ترمب سيكون جيدا لأمريكا وبلادهم والسلام في العالم أكثر من اعتقادهم أنه سيكون سيئا لهم".
وأظهر الاستطلاع أن المشاركين من السعودية والهند وروسيا كانوا الأكثر تفاؤلا بشأن عودة ترمب إلى منصبه، سواء من حيث كونها جيدة للمواطنين الأمريكيين ولبلدانهم.
شعر نحو 60% من المشاركين الروس أن انتخاب ترمب أمر جيد للمواطنين الأمريكيين وشعر 49% أنه أمر جيد لروسيا. كما شعر 46% من المشاركين الصينيين أن عودة ترمب كانت جيدة للصين، رغم تهديده بفرض رسوم جمركية تراوح بين 60% و100% على السلع المستوردة من الصين، وهي خطوة قد توجه ضربة للاقتصاد الصيني، ولكنها قد تأتي بنتائج عكسية ومن المرجح أن تدفع الأسعار إلى الارتفاع للمستهلكين الأمريكيين.
كانت المشاعر الإيجابية تجاه ترمب بين دول مجموعة البريكس الأصلية (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) - والاعتقاد بأن رئاسته ستسفر عن عالم أكثر سلما - أعلى بكثير من تلك الموجودة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية، حيث اعتبر 11% فقط من المواطنين الذين شملهم الاستطلاع أن رئاسة ترمب أمر جيد لمستقبلهم، واعتقد 15% فقط من المستجيبين البريطانيين أن ترمب سيكون جيدا للمملكة المتحدة.
أشار المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية عند نشره للاستطلاع الذي أجري في نوفمبر "عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فإن جزءا كبيرا من العالم سيرحب به. في أوروبا، ينتشر القلق على نطاق واسع، لكن الناس في كثير من البلدان الأخرى يشعرون إما بالراحة أو بالإيجابية بشأن ولاية ترمب الثانية".
يقول محللون جيوسياسيون إن الأمور ستكون مختلفة مع الرئيس ترمب هذه المرة، ويجب أن يكون العالم مستعدا.
لن يشجعه حجم انتصاره الانتخابي في 2024 والدعم القوي الذي يحظى به من الحزب الجمهوري الموحد وعودته إلى البيت الأبيض بخبرة أكبر فحسب، بل إنه أحاط نفسه أيضا بمؤيدين يتماشون معه أيديولوجيا، كما أشار إيان بريمير، مؤسس مجموعة أوراسيا ورئيسها، وذكر لشبكة "سي إن بي سي" إن ولاية ترامب الثانية ستعطيه سلطة ونفوذ أكبر من ذي قبل.
قال إستراتيجي السوق بيل بلين في تعليقات عبر البريد الإلكتروني الأسبوع الماضي: "هنا في أوروبا، نشعر بالقلق. ومع ذلك، فإن بقية العالم لا يكترثون بشكل كبير بحجم التغيير الذي قد يأتي".
وأضاف: "من الواضح أن الخطوط الجيوسياسية يعاد رسمها. وبالتالي فإن أسس الاقتصاد العالمي سيعاد تعريفها".