الأثرياء يحيطون بترمب
منذ أن أُعلن فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية لفترة رئاسية ثانية ومؤشرات الاقتصاد الأمريكي في أداء تصاعدي مدفوعة بالوعود والمبادرات التي أطلقها لدعم الاقتصاد الأمريكي، فقد تجاوبت أسواق الأسهم مع أخبار فوز ترمب لتصعد مؤشراتها لأكثر من 1% وحقق مؤشر S&P 500 رقماً قياسياً وهو الذي يضم أكبر 500 شركة مالية وكبرى المؤسسات والبنوك الأمريكية.
أما أسواق العملات المشفرة فقد حققت ارتفاعات قياسية وتصدرت العملة المشفرة الأكثر شهرة وهي البيتكوين هذه الارتفاعات لتقفز فوق مستوى 100 ألف دولار وتنتعش في ظل وعود أطلقها ترمب خلال حملته الانتخابية لجعل أمريكا عاصمة العملات المشفرة، وإدراجه هذه العملات ضمن التشريعات والأنظمة المالية الأمريكية، ترمب لم يقف عند هذا الحد، بل أصدر عملته المشفرة التي حملت اسمه، وحققت قيمة سوقية بلغت نحو 6 مليارات دولار في أول يوم تداول لها.
ترمب أطلق وعوداً بحماية المنتجات الأمريكية من المنافسة الأجنبية ووعد بحمائية تنافسية للشركات الأمريكية والمستثمرين في الداخل الأمريكي من الشركات الأجنبية التي تدخل منتجاتها من خارج الحدود والتزم برفع التعرفة الجمركية مشدداً على أن الميزان التجاري يجب أن يكون لمصلحة أمريكا دوماً كما هو الحال في خطابه المتشدد تجاه الاتحاد الأوروبي الذي طلب منه استيراد الغاز من أمريكا حتى يكسب نقاط في معادلة التبادل التجاري لمصلحة الاقتصاد الأمريكي.
الحقيقة أن كل هذه الإشارات الإيجابية التي أرسلها فوز ترمب للأسواق كانت مدعومة بالوعود والمبادرات الاقتصادية التي أطلقها، وهي التي أثرت في الأسواق بلا شك، ولكن كان لها صلة وثيقة بالمحيطين بترمب، فالأثرياء يحيطون به ويرسمون له السياسات والخطط الإستراتيجية لدعم صناعات بعينها وخفض الضرائب على الشركات والتي يدفع بها الأغنياء لإنعاش أعمال القطاعات التي ينخرطون بها، لقد ضم ترمب عدداً من الأثرياء وأصحاب المليارات إلى طاقمه الحكومي وتشير التقديرات إلى أن ما تم إعلانه من تعيينات للأثرياء الذين انضموا لفريقه كان الأعلى بين الدارات الإمريكية السابقة.
إيلون ماسك التي تبلغ ثروته 344 مليار دولار كوزير للكفاءة الحكومية كان على رأس قائمة الأثرياء التي تحيط بالرئيس الـ47 للولايات المتحدة، هوارد لوتنيك وزير التجارة وسكوت بيسنت وزير الخزانة تبلغ ثروتهما مجتمعين نحو 3 مليارات دولار.
وزيرة التعليم ليندا مكمان التي تقلدت مناصب تنفيذية رفيعة في منظمة المصارعة الترفيهية العالمية يُعد زوجها فينس مكمان من ضمن الأثرياء، حيث تقدر ثروته بنحو 3 مليارات دولار.
تشارلز كوشنر أحد أعمدة سوق العقارات ووالد جيرالد كوشنر صهر ترمب ينتظر تصويت الكونجرس الأمريكي على تعيينه سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية في باريس، ومن ضمن القائمة المرشحة للمناصب في فريق ترمب رجل الأعمال السابق وحاكم ولاية نورث داكوتا الشمالية دوج بورجوم كمرشح لمنصب وزير الداخلية، كما تم تسمية جاريد إيزاكمان رجل الأعمال كمرشح لقيادة وكالة الطيران والفضاء الوطنية ناسا.
ترمب أيضاً عرض على ستيفين فاينبرج الملياردير الذي دعمه في حملاته الانتخابيه منصب الرجل الثاني في البنتاجون كنائب لوزير الدفاع لينضم إلى كوكبة من الأثرياء الذي يحيطون بترمب ويشكلون فريقه الرئاسي ويرسمون الخطط الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية.
هذه الإدارة بشكلها الحالي وأعضاء فريقها من الإدارات الأكثر ثراء في تاريخ الولايات المتحدة، حيث لم تبلغ مجموع ثروات فريق بايدن الرئاسي حدود 120 مليار دولار، وهو ما يتوقع أن تدفع هذه الإدارة نحو تخفيض كبير للضرائب يسهم في نمو الشركات وقطاع الأعمال، ومن المتوقع أن سيهم في أداء قوي لأسواق الأسهم والعملات المشفرة وصناعة السيارات التي يعتزم إطلاق خطة إنفاذ لها، كما من المتوقع أن تستفيد الصناعات التحويلية من رفع سعر التعرفة الجمركية على الواردات الصينية، ويعزز سوق المنتجات المحلية.