الاستئجار يتفوق على الشراء .. لماذا يبدو امتلاك منزل بعيد المنال في أمريكا؟

الاستئجار يتفوق على الشراء .. لماذا يبدو امتلاك منزل بعيد المنال في أمريكا؟
يتجه عديد من الشباب إلى الإيجار كخيار أكثر قابلية للتحمل مقارنة بامتلاك المنازل. "جيتي"

تشهد سوق الإيجارات الأمريكية تحسنا ملحوظا في القدرة على تحمل التكاليف بعد عدة أعوام من الزيادات الكبيرة في الأسعار، حسبما ذكر موقع ماركت ووتش.

وفقا لتقرير جديد من شركة "ريدفاين" للوساطة العقارية، شهدت الإيجارات تراجعا من أعلى مستوياتها على الإطلاق في أغسطس 2022، حيث انخفضت من 1700 دولار إلى نحو 1600 دولار للشقة النموذجية وهو أدنى رقم في 3 أعوام، ما يجعلها أكثر ملاءمة للإدارة بالنسبة إلى عديد من المستأجرين.

يمكن للمستأجرين توقع سوق هادئة نسبيا في الأشهر المقبلة. ومن المتوقع أن يستمر تحسن القدرة على تحمل التكاليف في سوق الإيجارات خلال الأشهر المقبلة، حيث أشار شهريار بوخاري، كبير الاقتصاديين في "ريدفاين"، إلى أن زيادة الأجور وثبات الأسعار بفضل طفرة بناء الشقق سيحافظان على استقرار السوق. وأوضح أن الشقة تُعتبر ميسورة التكلفة إذا لم ينفق المستأجر أكثر من 30% من دخله الشهري عليها.

تتناقض هذه الاتجاهات في سوق الإيجار مع تلك الموجودة في سوق البيع، حيث يستمر ارتفاع أسعار المنازل في جعل سوق البيع بعيدة عن متناول عديد من المشترين، حيث وصلت أسعار الفائدة إلى 7%، وهو معدل يشكل عقبة أمام كثير من المشترين المحتملين. وبلغ سعر البيت النموذجي في نوفمبر 406.1 ألف دولار، ما يتطلب دخلاً لا يقل عن 6 أرقام لشراء مثل هذا المنزل.

من المتوقع أن تؤدي المعدلات المرتفعة بشكل خاص إلى إبقاء مبيعات المنازل عند أدنى مستوياتها منذ عقود عديدة حيث يكافح المشترون من أجل تحمل التكاليف، وفقًا لـ"فاني ماي".

سئم عديد من الشباب من تكلفة شراء منزل، ولجأوا إلى الاستئجار. ومن المرجح أن تكون سوق الإيجار الأبطأ تطورا مرحبا به.

في الوقت الذي تستمر فيه الأجور في الارتفاع بعد الجائحة، يتجه عديد من الشباب إلى الإيجار كخيار أكثر قابلية للتحمل مقارنة بامتلاك المنازل. من المتوقع أن يستمر هذا التوجه في الأعوام المقبلة، وسط تحركات الأسعار ومعدلات الفائدة المستمرة في الارتفاع.

في ظل الظروف الحالية، يحقق المستأجرون معدلات دخل أفضل مما كانوا يحققونه قبل الجائحة. بلغ الدخل الوسيط المقدر للمستأجر نحو 55 ألف دولار في 2024، بزيادة نسبتها 35.2% مقارنةً بـ2019، وفقًا لتقرير "ريدفاين". ورغم أن هذا الدخل لا يزال أقل مما هو مطلوب لتحمل الإيجار المتوسط، إلا أن السوق تتحول تدريجيًا لتكون أكثر ملاءمة مع استقرار الأسعار بل وتراجعها في بعض المناطق.

رغم الفوائد التي تقدمها السوق الإيجارية، لا يزال كثيرون يواجهون تحديات كبيرة فيما يتعلق بتكاليف السكن العالية. فعدد الأسر التي تنفق أكثر من 30% من دخلها على السكن والمرافق ارتفع لأعلى مستوى تاريخي عند 22.6 مليون أسرة في عام 2023، وفقًا لمركز الأبحاث المشترك في جامعة هارفارد.

مع التوجه المتزايد نحو الإيجار، يتوقع خبراء أن الفجوة في القدرة على تحمل التكاليف بين الإيجار والشراء ستتسع مجددًا في عام 2025، مع استمرار ارتفاع أسعار المنازل وأسعار الفائدة، ما يعني أن الأجيال الشابة ربما تضطر للاستمرار في الاستئجار لفترة أطول كخيار وحيد ميسر.

الأكثر قراءة