كيف كان أداء أسهم 72 شركة أُدرجت في "تاسي" خلال 10 سنوات؟
خلال السنوات العشر الأخيرة، شهدت السوق السعودية إدراج 72 شركة على مؤشر "تاسي" عبر الطرح الأولي، وهو ما يعكس نشاطا واضحا في سوق الطروحات الأولية، التي شهدت تغطية مرتفعة من قبل المؤسسات والأفراد.
من بين هذه الشركات، حافظت 55 شركة على تداول أسهمها فوق سعر الاكتتاب، ما يمثل نحو 76% من إجمالي الاكتتابات؛ في المقابل، فإن 17 شركة سجلت تراجعا في قيمة أسهمها مقارنة بسعر الطرح (لا تشمل طروحات الصناديق، سواء العقارية أو المؤشرات المتداولة).
ووفقا لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية" فإن استمرارية تداول الأسهم الجديدة فوق سعر الطرح وتحقيق ارتفاعات واسعة في بعضها يعود إلى عده عوامل، أهمها الأداء الجيد للشركة من خلال معدلات نمو مبيعاتها وأرباحها.
أيضا، أسهمت نوعيّة الشركات في تسجيل أداء إيجابي للشركات على سبيل المثال المتعلقة بالتقنية والتكنولوجيا، في حين يتبيّن أنّ زيادة مشاركة المؤسسات قبل عدّة سنوات أسهمت في تحسين أداء الشركات في الأغلب، ولا سيّما في زيادة فترة الاحتفاظ بالأسهم.
حققت الاكتتابات التي تمت خلال تلك الفترة زيادة في قيمتها السوقيّة بلغت 147% مقارنة مع القيمة السوقية وقت الطرح، باستثناء طرح أرامكو السعودية الذي تم عام 2019.
وبلغت القيمة السوقية للطروحات 1.19 تريليون ريال بنهاية جلسة 21 يناير الجاري، مقارنة مع نحو 482.2 مليار وقت الطرح.
5 شركات قفزت بأكثر من 400 %
من بين الطروحات خلال الفترة، سجلت 5 شركات زيادة كبيرة في قيمها السوقية فاقت 400 %، وفي مقدمتها "الشركة الوطنية للتربية والتعليم" المتخصصة في إدارة المدارس الخاصة قبل الجامعي، التي تتداول بقيمة أعلى بنسبة 900 % من سعر طرحها عام 2018.
وانعكس النمو الكبير للشركة على أداء أسهمها، مع تحقيقها نموا في الإيرادات بمتوسط سنوي مركب عند 20%، من خلال زيادة عدد الطلاب من نحو 12 ألفا إلى 28.2 ألف طالب بنهاية السنة المالية 2024؛ كما زادت أرباح الشركة بأكثر من 250% منذ الإدراج.
في المرتبة الثانية، جاءت شركة "علم" المتخصصة في مجال التمكين الرقمي، التي زادت قيمتها السوقيّة بنحو 858% مقارنة مع الطرح في 2022، حيث تتمتع الشركة بتقديم حلول مبتكرة على شكل خدمات وتطوير منصات تقنية، أشهرها منصة "أبشر."
وتحظى الشركات التقنية المدرجة في السوق السعودية باهتمام خاص من قبل المستثمرين، مقارنة مع بقية الشركات، حيث يثق المستثمرون بالنمو في هذا القطاع، وهو ما ينعكس في تداول أسهم تلك الشركات عند مكررات مرتفعة.
"بان" تتصدر الشركات المتراجعة
تتصدر شركة "بان"، أو مجموعة عبد المحسن الحكير للسياحة والتنمية سابقا، الشركات الأكثر تراجعا عن سعر الاكتتاب خلال الفترة المذكورة، حيث تتداول الشركة عند قيمة سوقية 793.8 مليون ريال، مقارنة مع نحو 2.75 مليار وقت الطرح، وبفارق 71 %.
وشكل التدهور المالي للشركة ركيزة أساسية لتراجع سهمها، مع انخفاض واضح في حجم الإيرادات وزيادة المديونية، ومن ثم تحقيق خسائر متراكمة على رأس المال.
وفيما يتعلق بالشركات الأخرى التي يجري تداول أسهمها دون سعر الطرح، مثل شركات "لازوردي" و"النايفات" و"بن داود" و"الآمار الغذائية، كان العامل الرئيس لتراجع القيمة السوقية لتلك الأسهم هو الأداء المالي التحديات التي تواجه تلك الشركات والتوقعات المستقبلية أو الأداء الفعلي.
ويضاف إلى العوامل السابقة أيضا، تحديات أخرى، مثل وجود الفرص البديلة في السوق، التي أسهمت أيضا في الضغط على أسهم تلك الشركات.
*وحدة التحليل المالي
