الين يتفوق على عملات مجموعة دول العشر مع تزايد جاذبيته كملاذ آمن
ارتفع الين الياباني، ليكون العملة الوحيدة ضمن مجموعة الدول العشر التي سجلت مكاسب مقابل الدولار يوم الإثنين، حيث اتجه المستثمرون إلى شرائه كملاذ آمن بسبب المخاوف من أن قرارات الرئيس دونالد ترمب بفرض تعريفات وعقوبات على كولومبيا قد تؤدي إلى تفاقم التوترات التجارية وزيادة المخاطر الاقتصادية.
صعدت العملة اليابانية بنحو 0.5% إلى 155.29 مقابل الدولار صباح يوم الإثنين في آسيا، على الرغم من صعود العملة الأمريكية مقابل معظم العملات الرئيسية بعد تصريحات ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي.
أسباب صعود الين الياباني
تقدم الين بنسبة 0.8% يوم الجمعة بعد أن رفع بنك اليابان سعر الفائدة إلى أعلى مستوى منذ عام 2008، على الرغم من تراجعه بعد ذلك بوقت قصير.
قال جين موتيكي، استراتيجي العملات في "نومورا"(Nomura): "بعد التأثير الذي أحدثته تصريحات ترمب، هناك اتجاه طفيف نحو تجنب المخاطرة، لذا من المحتمل أن يكون هناك توجه لشراء الين وبالتالي ارتفاع قيمته".
قد يتجنب المستثمرون شراء الفرنك السويسري، وهو ملاذ آمن يملك شهرة واسعة بين المستثمرين، إذ " تسود مخاوف بشأن فرض رسوم جمركية على أوروبا، كما أن شراء الفرنك يُعد صعباً بسبب عدم استبعاد البنك المركزي السويسري احتمال تطبيق أسعار فائدة سلبية، كما قال موتيكي.
في حين أن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية على كولومبيا ساهم في رفع قيمة الين، فإن مدى ارتباط اليابان ماليا باقتصاديات أمريكا الجنوبية محدود للغاية. بلغت قيمة استثمارات اليابان في كولومبيا 575 مليون دولار نهاية عام 2023، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي.
وخلال الشهر الماضي، لم يتواجد البيزو الكولومبي ضمن قائمة تضم 63 عملة الأكثر تداولاً من جانب المتعاملين الأفراد الذين يستخدمون الهامش، حسب بيانات رابطة العقود المستقبلية المالية في اليابان.
الين وقرارات بنك اليابان
يقول بعض المحللين أيضاً إن الين يستمر في التأثر بقرار بنك اليابان الأخير برفع أسعار الفائدة، مما يقلل من الفارق بين العوائد على السندات اليابانية والعوائد على السندات في الدول الكبرى الأخرى.
خفضت صناديق التحوط رهاناتها الهبوطية على الين قبل رفع البنك المركزي لأسعار الفائدة الأسبوع الماضي، وهو ما دعم العملة أيضاً. وكتبت جين فولي، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة الدول العشر لدى مصرف "رابوبنك" (Rabobank)، في مذكرة بحثية: "التوقعات بأن يواصل بنك اليابان رفع أسعار الفائدة، وإن كان بوتيرة معتدلة، ينبغي أن تضعف موقف الين كعملة تمويل". على الرغم من تقلبات الين بعد اجتماع بنك اليابان، فإن فولي تتمسك برأيها بأن الين سيصل إلى 145 مقابل الدولار على مدى 12 شهراً.