ألعاب فيديو بمئات ملايين الدولارات تتحول إلى كوارث مالية

ألعاب فيديو بمئات ملايين الدولارات تتحول إلى كوارث مالية

من يراقب سوق الألعاب الفيديو سيجد مطورين مستقلين بميزانية لا تتجاوز مليون دولار تتفوق بشكل كبير على ألعاب AAA من أستوديوهات بميزانية تصل إلى مئات الملايين.

ويعتقد عديد من اللاعبين أن السبب في هذا الاتجاه، هو أن مطوري AAA يركزون الآن على الإيراد بدلا من صنع ألعاب يحبها اللاعبون.

ففي 2024، كان عام مليئ بالكوارث من قبل أستوديوهات كبيرة، تجاهلت آراء اللاعبين وركزوا على أهدافهم من أجندة والربح السريع، ما نتج عنه إغلاق الأستوديوهات المطورة بينما نجت بعضها بعد الاستغناء عن عديد من الموظفين.

كونكورد .. الفشل الكبير
استثمرت سوني بشكل كبير في تطوير لعبة كونكورد، وتشير التقارير إلى أن اللعبة كان الهدف منها أن تكون اللعبة التي ستستحوذ بها شركة بلايستيشن على حصة سوقية أكبر في سوق الخدمات المباشرة المشبعة بالفعل، حيث بلغت صفقة التطوير الأولية التي تم إبرامها بين سوني وأستوديو فايروالك 200 مليون دولار، لكن التكلفة التقديرية لوصول اللعبة في النهاية إلى خط النهاية كانت 400 مليون دولار، وذلك بحسب "موقع جيمز يونفيرس".

تم إطلاق كونكورد في 23 أغسطس 2024، بعد 8 أيام فقط، سحبت سوني اللعبة من جميع الأسواق وعرضت إعادة الأموال لكل من اشترى اللعبة بالفعل. وتم إغلاق أستوديو فايروالك في النهاية. وكان فشل لعبة AAA هذه على نطاق لم يسبق له مثيل من قبل، حيث لم تستطع أن تبيع إلا 25 ألف نسخة على منصة ستيم ولم تحقق إلا 718 ألف دولار كإيرادات.

الفرقة الانتحارية .. انتحار لعبة
اللعبة من أستوديو "روك ستيدي" مطور سلسلة ألعاب "باتمان أركايم" الشهيرة، كثير من اللاعبين كانوا يترقبون هذه اللعبة، وفي نهاية المطاف وبسبب دورة التطوير المضطربة وطريقة اللعب غير الملهمة التي كشفت عنها اللعبة قللت من التوقعات.

وفي النهاية ، وبعد صرف 200 مليون دولار على اللعبة سجلت الشركة الناشرة للعبة "وانر برذر ديسكافري" انخفاضاً 41% على أساس سنوي في إيرادات قسم الألعاب التابع لها وألقت باللوم على الأداء الضعيف للعبة الفرقة الانتحارية، قتل فرقة العدالة.

سكيل اند بونز.. تجاهل اللاعبين
تم الترويج لـ"سكيل اند بونز"على أنها أول لعبة AAAA من يوبيسوفت. وكان من المفترض أن تكون نقلة نوعية مقارنة بألعاب AAA الحالية. على الرغم من أن رسومات اللعبة كانت مبهرة في بعض الجوانب، فإنه لم يكن هناك متعة حقيقية لإبقاء اللاعبين متفاعلين لفترة طويلة.

زعمت التقارير أن اللعبة جذبت نحو 850 ألف لاعب خلال أسبوع إطلاقها. ومع ذلك، كان معظمهم هناك فقط للتجربة المجانية. وما تبع ذلك كان انخفاضاً حاداً في عدد اللاعبين والسعر، ويعود ذلك إلى تجاهل مطالب اللاعبين في تحسين اللعبة.

وانطلاقاً من دورة التطوير الطويلة والتركيز على كون اللعبة من فئة AAA، من المرجح أن يوبيسوفت استثمرت أكثر من 200 مليون دولار في المشروع -وهي أموال من الواضح أنها لا تستطيع استرداده، بالرغم من العمل المستمر على تحسين اللعبة منذ إطلاقها، فإنه لا توجد فرصة ثانية في كثير من الأحيان لترك انطباع أول جيد في صناعة ألعاب الفيديو.

وحيد في الظلام.. العبث بالماضي
ما حدث مع لعبة "وحيد في الظلام" Alone in the Dark المطورة من قبل أستوديو "بيسبس انتراكتف" والتي كانت ميزانيتها 100 مليون دولار هو أحد الأسباب التي تجعل معظم اللاعبين متشككين بشأن إعادة إنتاج ألعاب طفولتهم المفضلة.

اللعبة الأصلية فازت بعديد من الجوائز بما في ذلك جائزة "أفضل لعبة فرنسية لهذا العام" في المعرض التجاري الأوروبي للكمبيوتر 1993. لذا، كان ترقب وصول تلك التحفة الفنية إلى وحدات تحكم الجيل الحالي هائلا.

بعد إطلاق اللعبة كانت كلمة الفشل قليلة لوصف وضع اللعبة، لقد كانت كارثة بما تعنيه الكلمة. لقد فشلت في تلبية التوقعات التجارية لمجموعة "مجموعة امبريسر" حيث بلغت إيرادات اللعبة 3.5 مليون دولار فقط، ما أدى في النهاية إلى إغلاق أستوديو "بيسيس انتراكتف" بعد 3 أشهر فقط من إصدار اللعبة.

الأكثر قراءة