هل ترفع الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا تكاليف البقالة في أمريكا؟

من الأفوكادو الطازج إلى منتجات الألبان يعتمد الأمريكيون بشكل كبير على الدول المجاورة لهم في الحصول على مستلزمات البقالة اليومية. أكد البيت الأبيض أن الرئيس ترمب سيفرض تعريفة جمركية 25% على السلع المستوردة من المكسيك وكندا - وهما من أكبر موردي المنتجات الزراعية للولايات المتحدة – بدءا من الأول من فبراير، حسبما ذكرت وكالة الأنباء سي إن إن.

قد تؤدي هذه التعريفات الجمركية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية للمتسوق العادي، في وقت أصبحت تكاليف البقالة المرتفعة مصدر قلق لعديد من الأسر الأمريكية. تشكل المكسيك وكندا جزءا كبيرا من سلة واردات الغذاء الأمريكي، حيث تعدّ المكسيك أكبر مورد للفواكه والخضروات إلى الولايات المتحدة، في حين تتصدر كندا صادرات الحبوب والماشية، واللحوم والدواجن.

بينما أكد البيت الأبيض خطط فرض تعريفات جمركية جديدة على البلدان، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت جميع المنتجات ستتأثر. لمح الرئيس سابقا أن التعريفات الجمركية قد تستهدف صناعات محددة، مثل الأدوية أو الصلب.

قد تصبح المنتجات الزراعية المستوردة من المكسيك وكندا أكثر تكلفة بالنسبة إلى المستهلكين، حيث تعمل متاجر البقالة على هوامش ربح ضئيلة مقارنة بالصناعات الأخرى، ما يجعل تمرير التكلفة إلى المستهلك أمر لا مفر منه. هذا الوضع ينذر بتحديات إضافية للمستهلك الذي يعاني أصلا من ارتفاع الأسعار.

وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية، رغم أن الولايات المتحدة تصدر عادة سلعا زراعية أكثر مما تستورده، إلا أن قيمة الواردات ارتفعت بوتيرة أسرع من الصادرات في العقد الماضي. إضافة إلى ذلك، أدى تغير المناخ إلى زيادة اعتماد الولايات المتحدة على دول مثل المكسيك، حيث تكون ظروف الزراعة أكثر ملاءمة.

لعقود من الزمان، تحتل المكسيك وكندا مكانة كبيرة في تأمين الغذاء الأمريكي معا، شكلت الدولتان نحو 83 مليار دولار من إجمالي 196 مليار دولار من السلع الزراعية التي استوردتها الولايات المتحدة بين يناير ونوفمبر من العام الماضي، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية. كما أن الاتحاد الأوروبي والبرازيل والصين من الموردين الرئيسيين للواردات الزراعية.

إلى جانب الغذاء، تعد المكسيك وكندا أيضا من أكبر شركاء التجارة للولايات المتحدة بشكل عام. استوردت الولايات المتحدة نحو 467 مليار دولار و337 مليار دولار من البضائع من المكسيك وكندا العام الماضي، على التوالي، حتى نوفمبر، وهو أحدث شهر للبيانات المتاحة، وفقًا لبيانات التجارة الفيدرالية من وزارة التجارة.

تحتل الدولتان المرتبة الثالثة من حيث إجمالي السلع التي تستوردها الولايات المتحدة. وتشمل بعض السلع الرئيسية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة منهما المركبات وقطع غيارها والنفط والإلكترونيات.