ما بين لعنة التكنولوجيا ومصير ضبابي .. هل تزيح البصمة قفل المفتاح؟

ما بين لعنة التكنولوجيا ومصير ضبابي .. هل تزيح البصمة قفل المفتاح؟

لطالما كانت المفاتيح رمزا للأمان. يعود تاريخ المفتاح، أو القفل، إلى 4 آلاف عام تقريبا قبل الميلاد في مصر القديمة. ومن الخشب إلى المعدن، تشكلت المفاتيح بأشكال عدة حتى رست على شكلها الحالي. لكن التكنولوجيا لم تترك شيئا إلا ودخلته، فاستبدلت قطعة المعدن الصغيرة تلك، التي تقوم عليها البيوت والشقق والغرف، ببصمة الإصبع.

ومع ضجة التكنولوجيا وإرساء قواعدها في حياتنا وانتشار "البيوت الذكية"، تختلف تفضيلات المستهلكين وملاك العقارات، ما يقودنا إلى تساؤل مهم: هل يمكن أن تواجه محال المفاتيح مصير أشرطة الفيديو وكبائن الهاتف؟.

يدافع أصحاب محال المفاتيح عن الصناعة. قال حاشد أحمد، عامل في محل مفاتيح، "للاقتصادية: إن تأثير البيوت الذكية في صناعة المفاتيح ليس كبيرا، ويرى استحالة ابتعاد الناس عن المفاتيح التقليدية لاعتمادهم عليها. بينما يقول محمد حيدر: إن تدفق الزبائن على المحل الذي يعمل فيه كبير، وإن الأعطال التكنولوجية تبعد الناس عن الأقفال الذكية.

في المقابل، يجادل بعض بمزايا البيوت الذكية، مثل الراحة والأمان والتحكم. ومن هذا المنطلق، يمكن أن يقود الاستخدام المتزايد للأجهزة، وزيادة الطلب من المستهلكين على تكنولوجيا وأجهزة المنزل الذكي، وتبني تكنولوجيات الاتصالات اللاسلكية، إلى نمو سوق المنازل الذكية.

على الصعيد العالمي، تشهد سوق المنازل الذكية نموا ملحوظا، حيث تتوقع شركة "ستاتيستا" أن تصل الإيرادات إلى 174 مليار دولار أمريكي في 2025. ومن المحتمل أن يستمر هذا النمو مع توقع وصول قيمة السوق إلى 250.6 مليار دولار بحلول 2029.

ومن عدسة العالم إلى قلب العاصمة، تشغل محال المفاتيح مساحة صغيرة ومتواضعة في كل حي من أحياء الرياض. بدأت بعضها في توفير خدمات البصمة، إلى جانب المفاتيح، لتركب موجة التكنولوجيا، وربما لتجنب الخسارة مستقبلا، مثل محال تصليح الهواتف التقليدية التي أصبحت تقدم خدمات تصليح الهواتف الذكية وصمدت في وجه الغزو التكنولوجي.

محليا، بلغ إجمالي السجلات التجارية القائمة لنشاط "صناعة الأقفال وتشكيل المفاتيح" بجميع مناطق السعودية 1056 سجلا تجاريا قائما في السعودية حتى نهاية العام 2024، ارتفاعا من 904 سجلات تجارية حتى نهاية 2023، وفقا لبيانات وزارة التجارة السعودية التي حصلت "الاقتصادية" عليها.

في المقابل، تواجه الصناعتين أعطال معقدة وحلها يتطلب وقتا، ما قد يعيق الحياة اليومية. فمثلا انقطاع الإنترنت أو ضعفه قد يمنعك من فتح الباب عن طريق الجوال، أضف إلى ذلك فشل النظام الذي يتطلب حضورا فنيا لحلّه. والأمر سيان مع المفاتيح. إذ يمكن أن تتعرض المفاتيح للتلف أو السرقة أو الضياع، وستحتاج حينها إلى تغيير القفل. للجانبين عيوب قد تحدد اختيار المستهلك ومصير صناعة المفاتيح المجهول.

أخيرا، الصورة كالتالي: الطلب لا يزال موجودا وتأثير بيوت البصمة لا يذكر. اعتماد الناس على المفاتيح قوي ولا يمكن أن تندثر محال المفاتيح.

الأكثر قراءة