الأسواق الناشئة تتنفس الصعداء بعد إرجاء رسوم ترمب الجمركية
ارتفعت أسعار أصول الأسواق الناشئة، يوم الثلاثاء، بعد أن أرجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية جديدة على البضائع القادمة من المكسيك وكندا، وقدمت الصين استجابة محسوبة نسبياً لارتفاع الرسوم من الولايات المتحدة.
مؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) للأسواق الناشئة صعد 1.7%، مسجلاً أكبر ارتفاع منذ أكتوبر، بعد تأجيل ترمب فرض الرسوم البالغة 25% المعلنة على جارتين للولايات المتحدة لمدة شهر مقابل تشديد الرقابة على الحدود. وارتفعت الأسواق في جميع أنحاء آسيا بقوة، بعد أن أعلنت الصين عن خطوات انتقامية مستهدفة -بما في ذلك زيادة الرسوم الجمركية على بعض الواردات الأميركية- والتي فسرها المستثمرون على أنها محاولة لتجنب تصعيد التوترات.
يرى ماثيو بيكوك، محلل الاستثمار في أسهم الأسواق الناشئة لدى شركة "أبردن انفستمنتس": "إن استعداد ترمب لتأخير تنفيذ الرسوم الجمركية يوضح أن إدارته لا تزال منفتحة لمزيد من المفاوضات، وهو الأمر الذي يمكن أن يكون بمثابة سابقة للصين".
استقر سعر صرف اليوان في المعاملات الخارجية بالقرب من مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار، لكن التأثير الكامل للرسوم الجمركية الانتقامية على الأسواق الصينية سيكون أكثر وضوحاً يوم الأربعاء، عندما يعاد فتحها بعد عطلة السنة القمرية الجديدة.
الترقب يسود الأسواق والأنظار تتجه لأوروبا
وفي الوقت نفسه، أدى تهدئة التوترات إلى دفع مؤشر بلومبرغ للدولار إلى الانخفاض، مما سمح لمؤشر "إم إس سي آي" لعملات الأسواق الناشئة بالصعود 0.3%، لينهي سلسلة من الخسائر استمرت يومين. وقادت العملات الآسيوية، بما في ذلك الرينغيت الماليزي والبات التايلاندي، المكاسب، لكن وسط توقعات على نطاق واسع أن يحول ترمب اهتمامه إلى أوروبا، لا يزال الترقب يسيطر على المستثمرين.
قال بيوتر ماتيس، كبير المحللين في "إن تاتش كابيتال ماركتس": "من السابق لأوانه أن نعلن باقتناع قوي أنه من الممكن تجنب حرب تجارية واسعة النطاق. من المرجح أن تكون عملات الأسواق الناشئة شديدة التأثر بأي تصريحات من ترمب وممثليه التجاريين خلال الأسابيع القليلة المقبلة".
وتراجعت قيمة الليرة التركية مقابل الدولار، لكن وزير المالية محمد شيمشك أشار إلى أن الليرة ستواصل قوتها وفق قيمتها الحقيقية مقارنة بالتضخم. وأضاف أن خفض معدل ارتفاع أسعار السلع هو "المفتاح الحقيقي".
السندات المصرية بين أكبر الرابحين
أما على صعيد أسواق السندات الدولارية، كانت الديون المصرية ضمن أكبر الرابحين بين الأسواق الناشئة، مع حصول البلاد على تمويل بقيمة 1.5 مليار دولار لقطاع النفط والأمن الغذائي من المؤسسة الدولية لتمويل التجارة الإسلامية.
وتعد السندات الدولارية الأوكرانية أيضاً من بين أفضل السندات أداءً بعد أن قال ترمب إن إدارته تتطلع إلى إبرام صفقة مع كييف تتضمن الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة.
وفي أوروبا، طرقت رومانيا أبواب أسواق رأس المال الدولية للمرة الأولى هذا العام يوم الإثنين، حيث باعت 2.8 مليار يورو من السندات المقومة باليورو، و1.25 مليار دولار من الديون بالدولار.