ارتفاع متوقع للطلب على الذهب في السعودية 9%.. ومستثمرون: التقلبات مستمرة
توقع مجلس الذهب العالمي، أن يرتفع الطلب على السبائك والعملات المعدنية 9% في السعودية خلال 2025، وفقا لما ذكره لـ "الاقتصادية" رئيس السياسة العامة والشرق الأوسط في المجلس أندرو نايلور.
المجلس أرجع هذا الاتجاه إلى عدد من الأسباب، أبرزها النمو القوي والتطور في المنطقة، وتدفق الأفراد ذوي الثروات العالية ما يغذي نمو قطاع إدارة الأصول الإقليمي، مشيرا إلى أنه في 2025 تظل البنوك المركزية في مقعد القيادة، مع انضمام مستثمري صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب إلى المعركة، خاصة إذا شهدنا انخفاض أسعار الفائدة، وإن كانت متقلبة.
نايلور قال: إن مستويات غير مسبوقة من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي كانت وراء الأداء القوي للذهب حتى الآن هذا العام، حيث وصل المعدن الأصفر إلى 4 مستويات مرتفعة على الإطلاق في الأسابيع الأخيرة، بناء على الأداء القياسي للذهب العام الماضي.
من جهته قال لـ "الاقتصادية"، مستثمرون في قطاع الذهب والمجوهرات السعودي: إن استمرار التقلبات الحادة في الأسعار قد يدفع بعض التجار للخروج من السوق بسبب ارتفاع قيمة المخزون مقابل انخفاض المبيعات، خاصة أن محال الذهب تعتمد على حركة البيع والشراء للحفاظ على استمراريتها، كما أن الحرب التجارية بين اقوى اقتصادين في العالم لها تأثير كبير، حيث يعد الذهب ملاذا آمنا للمستثمرين في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية.
طبقا لتقرير صدر من مجلس الذهب أخيرا، سلط الضوء على العوامل وراء أداء المعدن الأصفر بما في ذلك الطلب الاستثماري الذي ارتفع 25% وطلب البنوك المركزية الذي تجاوز 1000 طن خلال الأعوام الثلاث الماضية، كان أهمها دورات خفض أسعار الفائدة في أمريكا وأوروبا، والمخاطر الجيوسياسية التي تدفع البنوك المركزية إلى الشراء، فيما وصف الشرق الأوسط بأنه ثالث أكبر سوق استهلاكية للذهب بعد الصين والهند.
من المرجح أن يستمر ضعف المجوهرات مع ارتفاع أسعار الذهب والنمو الاقتصادي الضعيف الذي يضغط على القوة الشرائية للمستهلكين، وأن تكون حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي الكلي من الموضوعات السائدة هذا العام، ما يدعم الطلب على الذهب كمخزون للثروة والتحوط ضد المخاطر.
نائب رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة و الأحجار الكريمة في اتحاد الغرف السعودية عبدالغني الصائغ، أوضح أن الارتفاع الحالي غير مبرر تماما، وأن تسجيل أرقام قياسية وسط تقلبات سياسية وتجارية عالمية يجعل التوقعات المستقبلية للسوق غير واضحة، حيث تتداخل عوامل عدة مثل التحركات السياسية والتجارية تؤثر بشكل مباشر في الأسعار.
الصائغ بين أن أسعار الذهب تحتاج إلى استقرار لضمان حركة طبيعية للبيع والشراء، إذ إن المستويات المرتفعة الحالية قد تؤدي إلى حالة من الركود في عمليات البيع بالتجزئة، موضحا أن مشغولات سوق الذهب السعودية ستتأثر سلبا، لانخفاض مبيعاتها نتيجة ارتفاع الأسعار، والتوجه المتوقع للأفراد إلى بيع ممتلكاتهم من الذهب للاستفادة من الأسعار الحالية.
في المقابل رأى أن هذا الوضع سيكون إيجابيا بالنسبة إلى تجار السبائك الذهبية، حيث تشهد السوق السعودية إقبالا متزايدا على السبائك كونها من عيار 24 قيراط ولا تخضع لضريبة القيمة المضافة، ما يجعلها خيارا استثماريا أكثر جاذبية مقارنة بالمشغولات الذهبية.
الطلب العالمي السنوي الإجمالي على الذهب بلغ مستوى قياسيا جديدا عند 4974 طنا خلال الربع الرابع من 2024 وحتى بداية 2025 وفقا للمجلس، مدفوعا بشراء قوي ومستدام من جانب البنوك المركزية ونمو الطلب الاستثمار، كما أدى الجمع بين الأسعار المرتفعة والحجم، إلى أعلى قيمة إجمالية على الإطلاق للطلب عند 382 مليار دولار، وواصلت البنوك المركزية شراء الذهب بوتيرة سريعة العام الماضي، لتتجاوز المشتريات ألف طن للعام الثالث على التوالي.
الرئيس التنفيذي لمجموعة العماري للذهب والمجوهرات صلاح العماري، رأى أن الحرب التجارية بين أمريكا والصين يمكن أن يكون لها تأثير غير مباشر أيضا، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي إلى زيادة التضخم، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب.
الشراء زاد أيضا بشكل كبير في الربع الرابع، ليصل إلى 333 طنا ليصل الإجمالي السنوي للبنوك المركزية إلى 1045 طنا، وارتفع الطلب العالمي على الاستثمار 25% على أساس سنوي إلى 1180 طنا "أعلى مستوى في 4 أعوام"، مدفوعا بانتعاش الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب في النصف الثاني، كما أضافت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب العالمية 19 طنا في الربع الرابع، ما يمثل ربعين متتاليين من التدفقات الواردة لفئة الأصول.
المستثمر في قطاع الذهب وعضو لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة جدة محمد الحاشدي، قال: إن سعر الذهب اليوم في البورصة الذي يحوم حول 2800 دولار للأونصة لا يعد السعر الفعلي للذهب، وأن السعر الفعلي الملموس هو 1600 دولار، متوقعا أن يكون تأثير حرب الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين، ملموس لكن غير سريع.
مجلس الذهب العالمي قال في أحدث تقرير سنوي له: إن "الأسعار المرتفعة أضعفت الطلب في قطاع المجوهرات"، مع انخفاض الاستهلاك 11% إلى 1877 طنا، مضيفا "كان الانخفاض مدفوعا إلى حد كبير بالضعف في الصين، حيث انخفض 24% على أساس سنوي، على الرغم من أن الطلب الهندي ظل صامدا، حيث انخفض 2% فقط خلال 2024".