فنانون سعوديون يفوقون التوقعات وأعمالهم تتجاوز المليون دولار في "سوذبيز" الدرعية
في "أصول"، أول مزاد لدار "سوذبيز" الشهيرة في السعودية، وفي أحضان مدينة الدرعية التاريخية، كان حشد كبير من عشاق الفنون وهواة جمع الأعمال الفنية حاضرا، وسجل فنانون سعوديون حضورا قويا أيضا بأعمال بيعت بمبالغ فاقت التوقعات.
ليلة وُصفت بالتاريخية، بيع خلالها 118 عملا فنيا لأكثر من 50 فنانا بقيمة إجمالية بلغت 17 مليونا و283 ألفا و840 دولارا. شملت المعروضات المبيعة أيضا مجوهرات ومقتنيات ثمينة، بحضور مشاركين من 45 دولة.
شهد المزاد الاستثنائي تنافسا قويا من 4 مزايدين على لوحة للفنان السعودي محمد السليم، عُرضت مباشرة من مجموعة ابنته، لتباع في النهاية مقابل 660 ألف دولار، وهو رقم يصل إلى 3 أمثال التوقعات. ويجمع العمل الفني بين الخط العربي التجريدي، ورؤية السليم المميزة للآفاق في المشهد السعودي.
و"سوذبيز" من أهم الوجهات العالمية للفنون والمقتنيات الفاخرة؛ وقد أقيم أول مزاد للدار 1744 في لندن، حيث بيعت فيه كتب وقتها، وبعد فترة وجيزة أصبح مزادا لبيع الأعمال الفنية والمجوهرات وغيرها. وتوسعت هذه المزادات نحو أمريكا وآسيا وخارجها.
أما لوحة "السوق الصاخب" للفنان عبد الحليم رضوي، التي تعود إلى 1984، فبيعت مقابل مبلغ قياسي بلغ 264 ألف دولار، بعد أن تنافس عليها أيضا 4 مزايدين، أحدهم شارك عبر الإنترنت.
وتجاوزت لوحة الفنان السعودي أحمد ماطر "ثنائية الزخرفة" (حكاية مكية) أيضا تقديرها، حيث بيعت مقابل 102 ألف دولار، بينما بيع عمل "مغادير" للفنانة مها ملوح مقابل 84 ألف دولار، وهو أيضا رقم فاق التوقعات.
وشهد المزاد تنافسا قويا أيضا على الاقتناء من محبي جمع الأعمال في السعودية، حيث بيع من ثلث القطع للمشترين من داخل السعودية.
أكد رئيس مبيعات الفنون الجميلة لـ"أصول" أشكان باغستاني أن المزايدات كانت "من كل مكان من آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا".
وقال في تصريح خاص لـ"الاقتصادية": "أعتقد أنه نجاح كبير بشكل عام بسبب عدد الفنانين الكبار الذين أحضرناهم إلى هنا، واستجابت السوق بشكل إيجابي. بعنا غالبية الأعمال وسجلنا أرقاما قياسية".
أضاف "الأرقام القياسية الرئيسية بالنسبة لي هي لؤي كيالي، الفنان السوري، وعبد الحليم رضوي، صاحب الرقم القياسي العالمي لفنان سعودي. وجميع أعمال الفنانين السعوديين المبيعة، بيعت بما بتجاوز تقديراتهم، وهو ما يعدّ شهادة على عمق السوق السعودية ومدى قوة الطلب على هؤلاء الفنانين".
كانت أبرز القطع في المزاد عمل للفنان العالمي بانكسي حقق 1.2 مليون دولار، ولوحة للفنان الكولومبي فرناندو بوتيرو، بيعت نظير مليون دولار لرجل الأعمال السعودي عمرو زيدان.
كانت المنافسة على القطعة الافتتاحية، وهي لوحة زيتية على قماش للفنانة اللبنانية الراحلة هوجيت كالان، من بين الأكثر سخونة، مع تقديم العطاءات عبر الهاتف وعبر الإنترنت وشخصيا. وقد بيعت في النهاية عبر الهاتف.
كما كان العمل الفني على ورق من إبداع بيكاسو، وقطعة تركيب ضوئي لجيمس توريل شديدة التنافسية.
يضم مكان العرض المحاط بأشجار النخيل المضاءة بظلال صفراء، والذي تبعث منه رائحة الهيل والقهوة العربية، 250 مقعدا. وقالت "سوذبيز": إن المشاركين جاءوا من 45 دولة، ثلثهم تقريبا من السعودية، وأكثر من 30% منهم تحت سن الأربعين.